نجح مهندس متقاعد من الخطوط السعودية، في لم شتات زملائه في المرحلة الابتدائية بالمدرسة السعودية في حي العمارية «الذي يعد من أقدم الأحياء بجدة»، بعد أكثر من 40 عاما على تخطي المرحلة. وفيما اكتسى التنفيذ بصعوبة بالغة، خاصة أن الكثير من الطلاب القدامى شارف على 50 عاما، ومنهم من تبوأ مناصب قيادية، ومنهم من توفاه الله، إلا أن عزيمة المهندس عبدالله بكر، لم تفتر، مستعيدا ذكريات الماضي. وبدأت الفكرة تراوده منذ دخوله عالم المتقاعدين «عرضت الفكرة على المقربين لدي وراهنوا على صعوبة تحقيقها، خاصة أنه بعد مرور أربعة عقود، ربما يكون بعضهم انتقل إلى رحمة الله، ومن بقي يكون في إحدى المصحات، ومع هذا قررت المضي في تحقيق هذه الأمنية، وبدأت بمكالمة ثلاثة من زملائي في هذه المرحلة الذين لم أعد أعرف سواهم، لوجود صلة رحم بيننا، ورحبوا بالفكرة وأخذ كل واحد منا بخيط يقوده إلى كيفية الوصول إلى بقية الزملاء، وشيئا فشيئا وصلنا إلى العدد 10، وبعد عدة أسابيع بلغ العدد 40 وما زلنا في تطور، إلى أن وصلنا لأغلب الزملاء في تلك المرحلة لدرجة أن الفكرة تطورت لانضمام زملاء المرحلة المتوسطة». ويشير بكر إلى أنهم عملوا برنامجا لهم يتضمن أن يكون لديهم تجمع ربع سنوي، وأصبح هناك لجان لعمل الترتيبات والإعداد للقاءات التي تكون في الاستراحات لكثرة العدد «أبرز أهداف هذا التجمع التعرف على بعضنا أكثر بعد فراق دام أكثر من 40 عاما، لدرجة أننا لم نتعرف على ملامح بعضنا في بادئ الأمر». وذكر بكر أن في اللقاءات التي يعقدونها يكون هناك عدة برامج «نختار لكل لقاء اثنين أو ثلاثة ليحدثونا عن تجاربهم في الحياة والخبرات التي اكتسبوها والعقبات التي مروا بها، كما أننا نقدم بعض أوراق عمل للثقافة والأدب والصحة حيث يوجد بيننا من ارتقى درجات عالية من العلم»، مشيرا إلى أن الضحك والمرح وتذكر أيام زمان يحتل حيزا كبيرا من اللقاء. وأوضح بكر أنهم قرروا التواصل مع مدرستهم السابقة والتعرف على الأسر المحتاجة عن طريق مدير المدرسة الحالي سالم باحشوان «الذي أمدنا مشكورا بأسماء كثيرة لأسر محتاجة لإعطائهم بعض الأموال كمشاركة من الجميع، بل إن بعضنا أصبح يخصص جزءا من زكاته لصالح هذه الأسر المحتاجة، ولا سيما أن بيننا من حباه الله تعالى بفضله ونعمه، كما أننا نكرم بعض الشخصيات التي درستنا، سواء الأحياء منهم أو الأموات، عن طريق دعوة أبنائه، وكرمنا في اللقاء الأخير مديرنا السابق ناصر القودة، الذي حضر نيابة عنه ابنه سلطان، وذلك لمرضه، وكرمنا كذلك وكيلنا عثمان ملاوي، أمده الله بطول العمر، وكم سعدوا بهذا التكريم واجتماعهم بنا مرة أخرى» .