يستحق الروماني ميريل رادوي بلا جدال أن يكون نموذجا «يحتذى» به كرويا، في ملاعبنا المحلية، نظير انضباطيته واحترامه التام لفريقه الهلال على الرغم من تأكيده تماما أنه قادر على الرجوع والاحتراف في أوروبا، وفي دوريات تصنف من الأقوى في العالم، إذا ما علمنا بأنه جاء بعدما كان قائدا لستيوا بوخارست أحد أعرق الأندية الرومانية وأقواها. ولكن لأن البعض سخّر نفسه ليكون «رادار» همه الأول اصطياد الأخطاء، على من لا يحب فقط، تحول رادوي إلى «مصارع» ولاعب لا يتحلى بالروح الرياضية، ودائما ما يتعمد إصابة لاعبي الخصم، وإيجابياته تكاد تكون معدومة. الأكيد أن «راداراتنا» تنظر بعين واحدة، لذلك لا تتطرق على أقل تقدير، لعقلية رادوي الاحترافية، واحترامه التام لناديه، وليس هناك دليل أفضل من التزامه بالبقاء «قولا وفعلا» على الرغم من رحيل مواطنه كوزمين الذي كان السبب الرئيس في قدومه. الأمر الآخر الذي يجعل رادوي علامة فارقة في دوري زين، ثبات مستواه ومثابرته من أجل تقديم الأفضل وإرضاء الجماهير التي دائما ما تهتف باسمه، ولعبه بروحه من أجل القميص الذي يرتديه، وفي النقطة الأخيرة بالتحديد «يا ليت» لو فعل لاعبونا المحليون مثلما يفعل. ربما وأقول «ربما» ان بداية اللاعب القوية مع الهلال، وتسجيله هدفا رائعا في مرمى النصر، يدل على إمكانياته الهائلة في أول مباراة له بملاعبنا، سببت حالة من عدم الرضا لدى البعض، خصوصا أن اللاعب الناجح دائما ما يكون مكروها، لدى جماهير الفرق الأخرى، وبعض المحسوبين على رياضتنا أيضا. وللمعلومية انسجام رادوي السريع ليس وليد اللحظة بالنسبة إليه، لكونه سجل أيضا في أول مباراة شارك بها مع الفريق الأول لفريق ستيوا بوخارست، وأثبت نفسه منذ المباراة الدولية الأولى له مع رومانيا، حتى أصبح قائدا لبقية زملائه. .. في النهاية ماذا نرتجي من الذين يشككون في كل إنجازات الهلال سواء على الصعيد الفردي للاعبيه أو على الصعيد الجماعي من بطولات وألقاب، كما هو الحال مع «نادي القرن»، على الرغم من أنهم في النهاية لا يقبلون النقاش حول «عالمية» النصر، لأنها إنجاز وطني ولو جاءت بالتصويت، وكأن الهلال نادٍ أجنبي لا يمثل إلا نفسه.. الحقيقة أننا لا نريد منهم شيئا! ولكننا في النهاية نأمل بأن تتبدل عقلياتهم يوما ما.