سررت كثيرا حين سمعت خبر افتتاح أول مصنع للثوب الخليجي بالمملكة والذي يقع في جدة، إذ تم تدشين المشروع وافتتاح المعرض وزاره مجموعة من أبناء المجتمع السعودي؛ حيث قاموا بجولة في أنحاء المعرض فشاهدوا فيه مراحل حياكة الثياب والتطريز وانتقاء أحدث الموديلات المواكبة للموضة، إضافة إلى أن العاملين هم سعوديون وتم فتح فرع للنساء أيضا. هو في الحقيقة منجز رائع ومبشر بالخير، وبداية جيدة لإنهاء عصر الاستيراد، يعني «عيب» والله! حتى تراثنا وأزياؤنا الخاصة نستوردها ويصنعها لنا الغرب. «الشماغ» و«الغترة» و«الثوب» و«الجلابية» و«الشعر الطويل» و«الرموش الكحلي» و«العيون السودا» والطعام والشراب والخضار، لم يبق شيء لم نستورده، بل إنهم كل يوم يجدون لهم منفذا يجذبون أموالنا به حتى التكنولوجيا بحد ذاتها، رغم أنهم هم الذين يصنعونها إلا أن استهلاكنا واقتناءنا لها أكثر من استهلاكهم واقتنائهم لها.. أفضل السيارات في العالم، أفضل الأجهزة، هم يصنعونها ويبيعونها لنا بثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية ونحن دون تفكير نرمي أموالنا هنا وهناك. لذا فإن للصناعة الوطنية فوائد هم يعرفونها تماما، فهي تساهم في حفظ أموال الدولة من جميع النواحي مثل كبح معدلات البطالة وتحريك الأيدي العاملة وتوفير الأموال بدلا من أن تهدر في الاستيراد، وسد حاجة البلد من هذا المنتج، وأخيرا تصدير الفائض، إلى جانب حماية المنتج من التقليد والتأكد من جودة الإنتاج. لدي أمل كبير بأنه قريبا ستكون لنا مصانعنا الخاصة ونصبح في حالة اكتفاء نسبي على الأقل، بل يصبح في الأسواق العالمية علامة made In KSA.