يواجه نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، العائدة ملكيته إلى الإماراتي منصور بن زايد، خطر الإبعاد عن المنافسات الأوروبية بدءا من الموسم الكروي المقبل؛ نظرا إلى الخسائر التي تكبدها في السنتين الأخيرتين وعدم تحقيقه أدنى ربحية حتى الآن، ويعود السبب في ذلك إلى الأموال الطائلة التي دفعت في سبيل تعزيز صفوف الفريق الأول بلاعبين جدد. وأنفق منصور بن زايد منذ امتلاكه النادي في 2009 ما يقارب نصف مليار جنيه إسترليني، كان من بينها 125 مليونا دفعت، للسداسي ديفيد سيلفا ويايا توريه وماريو بالوتيللي وجيمس ميلنر بالإضافة إلى جيروم بواتينج، وكورلاوف، المنضمين للفريق بطلب من المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني الذي تم التعاقد معه في منتصف الموسم الماضي. وتنص قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» على استبعاد جميع الأندية التي يتخطى حجم ديونها 45 مليون جنيه إسترليني، من المشاركة في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «كأس الاتحاد الأوروبي سابقا» ابتداء من الموسم المقبل، على أن تنهي ديونها بالكامل في الموسم الذي يليه، بالإضافة إلى تشديده على سوق الانتقالات، بحيث يطلب من جميع الأندية قائمة بعوائده المالية، ويكون صرفه بقدر المبالغ المتحصل عليها فقط. وعلق رئيس المجلس التنفيذي في السيتي جاري كوك، على قوانين ال«يويفا» الأخيرة، مؤكدا أن النادي أعد العدة لتلافي الوقوع في مثل تلك المشكلات، وأن مجلس الإدارة بقيادة منصور بن زايد، لديه كامل الحلول لتخطى كامل العقبات، من أجل المضي قدما في مشروعهم بجعل النادي الواقع في مدينة مانشستر الإنجليزية قادرا على حصد أقوى البطولات الأوروبية. ورغم تصريح كوك، وتطمينه للجماهير على أوضاع النادي، إلا أن القوائم المالية لا تعكس ما قاله، لكون عوائد السيتي من الموسم الرياضي الماضي بلغت 125 مليون جنيه إسترليني، في حين بلغ إجمالي المصروفات 250 مليونا تقريبا، دون حساب رواتب اللاعبين السنوية التي تخطت حاجز ال«165» مليونا. وتكمن معضلة السيتي في مطالب الاتحاد الأوروبي بعوائد النادي السنوية، دون النظر إلى ما يمكن دفعه من قبل المالك، لرغبته في جعل أنديته قادرة على الصرف من أموالها الخاصة دون انتظار دعم خارجي، حتى وإن كان من المالك وهو ما يفعله السيتي حتى الآن. وأرجع الاتحاد الأوروبي منعه للأندية من الاستعانة بالمالك إلى أن الأخير في نهاية الأمر سيسجل دعمه كدين يزيد من أعباء النادي المادية. وذكرت صحيفة «تيلجراف» البريطانية في وقت سابق، أن السيتي، عطفا على المبالغ التي دفعها قبيل بدء الموسم الكروي الجاري، والتزامه بتأمين مصروفاته، سيكون مطالبا بأن تكون عوائده بنهاية الموسم أكثر من 280 مليونا، ليستوفي شروط «يويفا» كاملة، وهو مبلغ لم يتحصل عليه في الموسم الماضي سوى ناديي مانشستر يونايتد وريال مدريد، نظير جماهيرتهما الواسعة، بالإضافة إلى تعدد مصادر دخلهما. وسبق أن حذر عدد من الخبراء في المجال الاقتصادي إدارة مانشستر سيتي، من الطريقة التي تصرف بها أموالها، ورضوخها إلى مطالب اللاعبين باستلام أجور عالية، مثلما هو الحال مع يايا توريه الذي يتقاضى 220 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، وكارلس تيفيز وإيمانويل إيدبايور اللذين يتحصلان على 160 ألفا، بفارق 40 ألفا عن قلب الدفاع كولو توريه؛ لأن ذلك الأمر من شأنه أن يدخل النادي في مشكلات عدة على الصعيد المادي، إذا لم تكن البطولات حاضرة بشكل كبير. وفشل السيتي الموسم الماضي في تحقيق أدنى لقب، بالإضافة إلى فشله أيضا في الصعود إلى منافسات دوري أبطال أوروبا بعد احتلاله المركز الخامس بالدوري الإنجليزي، وهو ما حرمه من 25 مليون جنيه إسترليني تقدمها رابطة الدوري الإنجليزي للأندية المتأهلة للبطولة لدعمها؛ رغبة في ظهورها بالشكل المطلوب