أخذت هواية التصوير الفوتوجرافي تحتل المراكز الأولى بين اهتمامات كثير من الشباب، كاشفة عن مواهب دفينة لديهم، كما أنها تفرغ طاقاتهم الإبداعية في واحد من أبرز المجالات الفنية ثراء بالمخيلة والأفكار الملهمة التي تمنحهم خيارات واسعة في التعبير عن قدراتهم. ومع توفر التقنيات وانفتاح الفضاء الإلكتروني، وجد الشباب حواضن لأعمالهم وفرصا لالتقاء بعضهم بعضا وتكوين المجموعات الفنية بحسب اهتمامات الأعضاء، ومن بين تلك المجموعات تبرز مجموعة «بتيت» للتصوير الفوتوجرافي التي تضم عددا من الشباب المتجانس في رؤيته الإبداعية. عن تأسيس المجموعة وأهدافها يوضح رئيسها عبدالعزيز الشدوخي «بداية فكرتها كانت عند ذهابي للتصوير في أحد أيام الخميس منفردا، وعندها علم اثنان من زملائي المصورين وانضموا معي في جولات تصوير ثم توسعت المجموعة وأصبحت أكبر، وقد كانت الإمكانيات مجرد تواصل إلكتروني في ذلك الوقت وكافية جدا، حيث إن تواصلنا في الوقت الحالي أصبح إلكترونيا، وبعد ذلك تطور الأمر إلى أن امتلكنا موقعا خاصا بنا على الشبكة العنكبوتية». أما أهداف المجموعة فهي «نشر ثقافة التصوير لدى المجتمع، والتأكيد على أنه فن من الفنون الجميلة كالفن التشكيلي والنحت، وأيضا تنمية المهارات وصقلها في رحلات التصوير الأسبوعية التي تقوم بها المجموعة، والتركيز على تدريب وشرح أهم النقاط في التصوير للأعضاء الجدد». أنواع الأجر وبالنسبة إلى آلية اختيار الأعضاء يقول الشدوخي «تخضع المجموعة ذلك لشروط ميسرة، وهي أن يكون لديه حب التصوير، وأن يمتلك كاميرا خاصة به وأن يلتزم بقوانين المملكة، وتخضع العضوية لمبلغ مادي لاستخراج بطاقة تعريفية وبطاقة عمل ولباس خاص للأعضاء، حيث إن المجموعة قائمة على اجتهاد المصورين ولا تملك جهة داعمة». وأكد أن الدعم المادي هو ما ينقص مجموعات التصوير، وأيضا الأماكن التي يمكن أن تجتمع فيها. تجاوز المصاعب ومن جانب آخر، يوضح نائب رئيس المجموعة عبدالحكيم العرفج «علمت عن المجموعة في فعالية يوم التصوير العالمي لعام 2009، حيث التقيت مجموعة من المصورين من ضمنهم رئيسها قبل تأسيسها بفترة قليلة، وبعد شهر انضممت لها دون تردد لحاجتي لمثل هذه المجموعة لما تقدمه من رحلات وتوجيهات ونصائح في التصوير الفوتوجرافي، وتحددت مهامي فور ترقيتي لمنصب نائب الرئيس لأكون مشرفا على تسجيل الأعضاء الجدد ومتابعة متطلبات وحاجات المجموعة، وأيضا المساهمة في تطوير وتغيير بعض الأمور الإدارية بها، وقد تلقيت معلومات عامة عن التصوير الفوتوجرافي والمعالجة الرقمية للصور»، مضيفا «المجموعة بالتأكيد قلصت الكثير من المصاعب التي تواجهنا نحن المصورين منفردين، ومن أهمها مواجهة العامة، لأن المصور المنفرد يعاني من مضايقة الناس من حوله، وغيرها من الصعوبات؛ مثل أماكن التصوير ومعداته، وأنا الآن في حالة اختيار لنوع تصوير أحترفه، ولكن لدي ميولا للتصوير المعماري وتصوير السيارات». فرص تطوير ويقول حمد الخميس، أحد الأعضاء «علمت بالمجموعة عن طريق الإنترنت، وانضممت إليها بهدف تطوير موهبتي ومهاراتي الاجتماعية وأن أحقق انتشارا أكبر لاسمي بين المصورين، والتعرف على عدد كبير من الأصدقاء الرائعين والمصورين الكبار، ومن الصعوبات التي كانت واجهتني التواصل مع الجهات الرسمية والأماكن العامة كالأسواق والمتنزهات بهدف التصوير فيها، ولكن بعد انضمامي للمجموعة تمكنا من التواصل معهم وأخذ الإذن بالتصوير في هذه الأماكن. ويؤكد العضو فيصل الخضيري علمه بالمجموعة من مؤسسها، وأنه انضم لها لأنها أعجبته «جنيت من انضمامي الكثير من الفوائد والمعلومات الجديدة في مهنتي، وذلك بسبب أني واجهت عددا من الصعوبات والمضايقات عند الخروج لمكان عام للتصوير وتفاديتها بوجود هذه المجموعة، واستفدت كثيرا من البرامج التدريبية التي تنظمها. وعلم العضو المصور صالح السديس عن المجموعة عن طريق الزملاء «كنت ممن شاهد ميلادها، وحاولت أن أضع اللبنات التأسيسية لها، ولكن الحياة شغلتني، وواصل الزملاء بهمة عالية بعد انسحابي من الإدارة، وبالتأكيد جنيت الكثير من التطور في مسيرتي الفوتوجرافية وزملائي هم الذين ينتقدونني ويوجهونني، وبالتأكيد هم سر تطوري»