ثمة مثل شعبي يحكي واقع الحال الأزرق.. ويضعنا على مشارف الحقيقة.. يقول المثل: «لا تضحك إلا بصايم ومصلي»! على أمل أن تكون يوما صائما ومصليا.. أما إذا ضحكت بغير ذلك فإن الله يبلوك مثلهم.. وهذا ما حدث بالضبط مع الهلاليين.. سنوات ذهبت والنصر محل تندر وسخرية وتهكم سواء على العجز البطولي أو على العالمية المزعومة أو على مهرجانات الاعتزال التي تأتي على طريقة (صندوق التنمية).. حتى عندما فازوا ببطولة أولمبية وحاولوا أن يعبروا عن فرحتهم لم يسلموا من شماتة الجماهير الزرقاء.. وهكذا استمر الحال والنصر «فاكهة» المجالس والأحاديث الرياضية.. حتى إن بعضهم وضع حافظة رسائل بهاتفه النقال وأسماها (أضحك على النصر).. لكن الخسارة الهلالية القاسية والخروج المرير من البطولة الأهم.. قلب هذه المعادلة على الأقل في هذا الأسبوع فقط.. على اعتبار أن نتيجة مباراة «الديربي» اليوم بين الهلال والنصر ستضع حدا لهذا الأسبوع الشامت والقاسي على الهلاليين.. أما إذا حدث الاحتمال الأضعف وفاز النصر فإن رقعة «الشماتة» ستزداد وستدوم طويلا.. شخصيا لا أؤمن كثيرا بسلامة المثل الشعبي السابق وصيرورته.. لكن ما حدث للهلال هذا الموسم من نكسة كبيرة تذكرني ببداية السقوط الأصفر، سواء على مستوى إعطاء الثقة من لا يستحقها من اللاعبين في بطولة تعتبر هي السقف الأعلى للآمال والطموحات.. أو من ناحية القرارات الإدارية والبيانات.. وحتى على صعيد صداقة الرئيس مع المدرب ومجاملته له، وكذلك إدمان الأحاديث الفضائية والعلاقة المضطربة مع بعض الوسائل الإعلامية.. كل هذه الأمور تكفلت بزحزحة الهلال عن صورته الحقيقية ومكانه وشخصيته الثابتة.. حتى طريقة تعامل مسؤوليه مع الآخرين.. وأحاديثهم بعد النكسات.. تغيرت.. بدليل الحديث الفضائي ل«دينمو» الإدارة الهلالية سامي الجابر في برنامج «في المرمى» بعدما أسهب في تعداد إنجازات الإدارة.. لاحظوا أيضا عندما انطلت كذبة «غياب دعم أعضاء الشرف» على الجميع وتم تصعيدها كمؤشر أولي للفشل.. .رغم أن تاريخ الهلال لم يسبق له أن سجل بين أوراقه مشكلة من هذا النوع! ومن الطبيعي جدا أن يصبح الهلال كالنصر تماما.. فإدارته هي التي أرادت ذلك في كل خطواتها!