انتشر عبر الصحف والمنتديات خبر البطلة «شلوى» التي أنقذت أسرتها من خطر ذئب مسعور هجم على خيمتهم جنوب عقلة الصقور، والقصة بدأت عندما هجم الذئب على الأسرة وهم نائمون وانقض على كتف طفلة عمرها 11 عاما وهم بالتهامها لولا سرعة التفكير والتصرف للشقيقة الكبرى شلوى التي لم تقف عاجزة صارخة باكية، بل بادرت بإنقاذ أختها كعمل استثنائي بطولي يعبر عن شجاعة كبيرة، عندما أمسكت بفك الذئب وانتزعت من بين أنيابه جسد شقيقتها، ثم ظلت ممسكة به في معركة قل مثيلها، حتى جاء والدها وقتل الذئب. شلوى التي تبلغ 22 عاما لم تذهب لأي مدرسة ولا تعرف القراءة والكتابة، وهذا ليس بسبب قلة في قدراتها الذهنية، فمسارعتها لإنقاذ أختها فضلا عن أنه ينم عن الشجاعة، فهو يدل على ذكاء وسرعة بديهة، فقد عرفت أين تهاجم الذئب وكيف توقفه في ثوان قليلة. وغني عن القول إنه يجب علينا تكريمها ودعمها، وإنني أدعو الله أن يسخر لهذه الأسرة التي تسكن الصحراء منذ 20 عاما من يساعدها على توفير مسكن دائم لها، فشلوى تعد مثالا يمكن أن يساهم في بناء نظرة جديدة في مجتمعنا لتطويره نحو الأفضل. لقد كان لقصة شلوى مع الذئب أثر كبير في كل شرائح المجتمع، ولو أعدنا النظر إلى التعليقات في الصحف والمنتديات والمجالس للمسنا فخرا بها وتعاطفا معها.. خصوصا من الفتيات اللاتي يعانين نظرة دونية واتهاما دائما لهن بالضعف والجبن والحاجة إلى الحماية. ومما يؤسف له أن بعض الفتيات استسلمن لهذه النظرة.. أقول لهذا النوع منهن انظري إلى شلوى وكفى بها مثالا حيا على القوة والذكاء والتضحية. وأخيرا لم يكن لهذه البطلة أن تقوم بهذا العمل الشجاع لو لم تكن على درجة كبيرة من اللياقة البدنية، كونها تسكن في الصحراء وتقوم بأعمال يومية من الرعي والسقي وغيرها، ولذلك فإنه يجب إدخال حصة الرياضة البدنية في مدارس البنات لعلهن يكتسبن بعض اللياقة والمرونة والقوة الجسدية التي قد تساعدهن في مواقف صعبة.