بعد أن لاحقته الانتقادات اللاذعة في بداية الاستعدادات عاد الوطني مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم لدرجة الشباب خالد القروني من الصين رافعا رأسه وحاملا معه بطاقة التأهل إلى مونديال كولومبيا 2011 مفتخرا بإنجاز جديد جاء هذه المرة بصناعة فنية سعودية قادت الأخضر الشاب لتوديع أعوام من الجفاء العالمي. ولأهمية الإنجاز كان لا بد من الوقوف على مراحله ليروي قصتها قائد الهرم الفني القروني بتفاصيلها المحزنة والمفرحة متطرقا إلى أهم الصعاب التي واجهتهم، فإليكم ما ذكره: حققت الهدف الأهم بخطف بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2011 في كولومبيا رغم حداثة إشرافك على الأخضر الشاب، فهل كانت الفترة كافية؟ بالنسبة إلينا كانت الفترة كافية ولكن إذا قسناها باستعدادات المنتخبات المشاركة في البطولة فهي قصيرة في ظل مرور المنتخب السعودي بالعديد من الظروف من تغييرات في الأجهزة الفنية والعناصر وكنا بحاجة لوقت أفضل من أجل إعداد اللاعبين ومطالبتهم بمستويات أكبر. وكيف تخطيت جميع هذه الظروف؟ حاولنا الاستفادة من الوقت واختصار الفترة رغم قصرها بالاستناد على المحاضرات بالفيديو وشرح الأخطاء وكنت أجتمع مع كل لاعب على انفراد من أجل مساعدته على تفادي السلبيات وتطوير الإيجابيات مع التركيز على انتقاء المفردات خوفا من التأثير على اللاعبين لصغر أعمارهم وأعطيناهم توجيهات تحفزهم على تمثيل وطنهم بالصورة المشرفة بعد اختيارهم من بين آلاف اللاعبين. وكان لهذه الاجتماعات الانفرادية دور هام في تجهيز اللاعبين. وكيف وجدت تقبل اللاعبين لذلك؟ الطريقة نجحت بشكل منقطع النظير وأشعلت منافسة قوية بينهم خلال الإعداد لدرجة محاولة كل لاعب تقديم المستوى المميز الذي يؤهله لتمثيل منتخب بلاده مع تسخير الاتحاد السعودي لكرة القدم جميع الإمكانيات بتوجيهات نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ما كان له الدور الكبير فيما حققناه. كما أننا حرصنا على إبعاد اللاعبين عن التشتت بين الأندية والمنتخب بتفريغهم ابتداء من معسكر أبها ووضح التناغم بين اللاعبين والأجهزة الفنية فضلا عن المواجهات القوية التي لعبناها مع منتخبات الكويت والبحرين والإمارات وعمان الأولمبي والمغرب وأيضا مع مواجهتي إيطاليا وإيرلندا في معسكر إيطاليا. ما سبب قصور النظرة تجاه المدرب الوطني رغم تميزه بدليل إنجازك ومن سبقوك مثل الزياني والخراشي والجوهر؟ الثقة في المدرب الوطني موجودة ولكنه لا يعجب البعض وليس من مصلحته تواجد المدرب الوطني الذي يكون دائما قريبا من اللاعبين والمسؤولين والإعلام..والدليل أنه لا يستعين بالمدرب الوطني إلا عندما يحس بالخطورة.. والوطني ليس مدرب طوارئ كما يتردد في الاعتقاد الخاطئ والسائد بل اختاره لأنه الأفضل. هل يزعجكم تسمية مدرب الطوارئ ومطالبة الأندية بالأجانب؟ لا يقتصر الأمر على المدربين فقط بل ينطبق على الحكام والأطباء وغيرهم في مختلف المجالات..والمدرب الوطني عامل مهم في الإنجازات ويحتاج لنيل الفرصة التي تمنح للأجنبي لحصد النجاحات. ولا بد أن نعلن أن مدرب الطوارئ مرحلة انتهت. كيف تعاملت مع الانتقادات اللاذعة التي وجهت لك في بداية إشرافك بسبب تواضع النتائج؟ ما حدث نتيجة استعجال البعض في الحكم على مستوى المباريات في بطولة المصيف في بداية الاستعداد الذي لم يمض عليه سوى 12 يوما فقط وكانت خلال مرحلة انتقالية من موسم لآخر. وخضناها من باب الاستعداد حيث واجهنا منتخبات وأندية لاعبوها أكبر سنا من لاعبي الأخضر الشاب ولم نخسر إلا أمام منتخب عمان الأولمبي وفي الوقت الإضافي وكدنا أن نحقق البطولة رغم مشاركة الربيع والطائف في الفريق الأول قبل أن ننتقل للدوحة في مرحلة إعدادية جديدة تعادلنا خلالها مع أولمبي الكويت وهزمنا البحرين قبل الخسارة من الإمارات وكنا نهدف إلى تجهيز منتخب قوي والكل في قطر كان يشيد بأدائنا وبفكرة المشاركة بمنتخب شاب أمام منتخبات أولمبية. وماذا تقول لمن انتقدك بعد أن كسبت الجولة؟ تمنيت أنهم لم يستعجلوا ويسألونني قبل انتقادي لأجيبهم خاصة في ظل غياب التركيز الإعلامي عن المنتخب وعدم وجود متابعة دقيقة، والحقيقة انتقاداتهم لم تؤثر علينا لأننا نعرف ماذا نفعل. وكيف وجدت توصيات القيادة الرياضية؟ الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل كانا حريصين على التأهل لكأس العالم أولا وبعده تحقيق كأس آسيا..وحقيقة حققنا الرغبة الأهم لكنني غير راض وتمنيت أننا عدنا بالكأس لنهديها لهما تقديرا لدعمهما والبطولة كانت قريبة جدا وفي المتناول ولكن الحمد لله على كل حال. وللحق فالرئيس العام ونائبه كانا مطلعين على الاستعدادات لذا لم تهتز ثقتهما وكانا متأكدين من تأهلنا للمونديال. بعد خسارة المواجهة الافتتاحية أمام الصين خشيت الجماهير من تكرار سيناريو الإخفاق، فما الذي حدث؟ مواجهة الصين كانت الافتتاحية وعلى ملعب الخصم ووسط جماهيره وكذلك حجم البطولة سبب نوعا من الرهبة في الشوط الأول وبين الشوطين سعينا إلى إزالة الرهبة من اللاعبين وبالفعل قدمنا مستوى جيدا وانتشلنا المنتخب من الخسارة بعد المواجهة وهزمنا تايلاند وسورية وسط إشادة الجميع. وماذا لديكم للمرحلة المقبلة؟ توجهت إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم صباح اليوم التالي لوصولنا من الصين للبدء في وضع الخطة والبرامج اللازمة لأننا لا نبحث عن مشاركة فقط.. بل عن نجاح المنتخب السعودي في المحفل العالمي. هل ستخوض المونديال بالعناصر التي شاركت في كأس آسيا؟ أمامنا متسع من الوقت للمتابعة والبحث في مشاركات الأندية ولأننا «مقيدون» بسن وأعمار وعدد محدد من اللاعبين فالباب مفتوح للمتميزين الذين يثبتون أنفسهم. هل يعني تواجد معظم اللاعبين من الأهلي والاتحاد أنهم الأفضل في الفئات السنية؟ صدقني، إنني لا أنظر إلى ذلك فالأندية لدي سواسية ولدينا لاعب من نجران وآخر من الطائف وجميع المناطق واحدة .. وكنت حريصا على أن يكون البديل جاهزا والجميع في مستوى واحد تحسبا لأي ظرف وأعد الجميع عبر «شمس» بمشاهدة منتخب جيد سيكون نواة للمنتخب الأول .