اتفق المشاركون العرب والأجانب في ندوة الطاقة الدولية التي تنظمها وزارة البترول والثروة المعدنية حاليا بمناسبة الذكرى ال50 لتأسيس منظمة الأوبك على محورية على نجاح «الدبلوماسية الهادئة» التي تقودها المملكة لضمان استقرار أسواق النفط وتحقيق السعر العادل للمنتجين والمستهلكين معا، على أن المنظمة ساهمت مساهمة فاعلة في دعم الاستقرار العالمي ودفع معدلات النمو الاقتصادي بالدول المنتجة وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها وتوظيف عائداتها بما يعزز جوانبها الاقتصادية والصناعية والتنموية. وفي الجلسة الثانية للندوة التي حملت عنوان «دور المملكة الحالي والمستقبلي في منظمة الأوبك» ورأسها وزير المالية الأسبق محمد أبا الخيل، ركز المتحدثون على الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز كيان الأوبك وتعميق رسالتها الهادفة إلى استقرار الأسعار ودفع مسيرة التنمية، حيث أكد وزير الصناعة والطاقة لدولة أذربيجان ناطق علييف أن الأوبك خلال النصف القرن الماضي من عمرها كان لها الأثر الكبير في أسواق المال والاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن بلاده تقوم بدور فعال في تنفيذ مشاريع متعلقة بالزيت والغاز وهي تسهم في تسهيل التكامل الدولي وأمن الطاقة. وتوقع مستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم المهنا أن تواجه منظمة الأوبك تحديات ليس لها علاقة مباشرة بسوق وصناعة البترول تشمل احتمال عودة بعض الدول ذات الاقتصاد الكبير إلى السياسات الحمائية التجارية واحتمالية نشوب حرب أسعار للعملات واستمرارية التذبذبات الحادة في أسعار المواد الأساسية بما فيها البترول والربط غير الواقعي بين قضايا البيئة والبترول، مبينا أن المنظمة قادرة على التعامل مع هذه التطورات والتغيرات العالمية وبالذات في حالة استمرارها العمل كمنظمة اقتصادية مستقلة واقعية هدفها صالح أعضائها والصناعة والسوق البترولية الدولية حاليا ومستقبلا. أما رئيس مجلس إدارة شركة وليميري يروبا ايه إن أي للبتروكيمياويات ليناردو موجري، فأعرب عن تشاؤمه بشأن انتهاء المضاربات بالسوق النفطية وعودة هدوء الأسعار محددا ثلاثة أسباب للتشاؤم هي القلق بشأن حدوث شح في الإمدادات النفطية واضمحلال مقولة أن المعادن النفيسة تعد ملجأ آمنا للاستثمارات في ظل الأزمات المالية، إضافة إلى عدم نجاح أي جهة في الحد من جشع المضاربين مثل البنوك والمستثمرين وصناديق التحوط، وأكد أن النفط سيظل المصدر الرئيس للطاقة بالعالم وأن الوصول إلى ذروة الإنتاج النفطي لا يلوح بالأفق في الوقت الحالي وأن العالم سيستمر في حاجته إلى أسعار مستقرة. واختتم البروفسور في جامعة برنستون بيرنارد هيكل الجلسة الثانية بقوله إن السعودية تلعب دورا محوريا في السياسة والاقتصاد والتقنية المتقدمة بالعالم، مشيرا إلى أن دورها القيادي ليس في الأوبك وإنما في عدد من القضايا العالمية المهمة، حيث تسعى دائما إلى توظيف عائداتها في توسيع استخدامات التقنية الحديثة بما يحقق تعزيز التنمية البشرية بالعالم.