كنت أرى في الحكم الشاب مرعي عواجي..الأمل القادر على كسر كل الحواجز التي تعترض مسيرة الحكم السعودي.. فالصورة الذهنية التي أملكها عنه تؤهله على الأقل للحلول في المراتب الأولى من بين كوكبة من الحكام الشباب المتسلح بالقوة والصرامة أمثال فهد المرداسي وفهد العريني.. اللذين اعتبرهما بجانب عواجي أكثر الحكام التصاقا بالقانون في الفترة الماضية وأقلهم أخطاء في ظل مسلسل «التخبطات» الذي لا أظنه سيتوقف مبكرا على اعتبار أن الحكم السعودي يرزح تحت وطأة العديد من الضغوط والظروف التي لا توفر له المناخ المناسب للمضي نحو مناطق متقدمة في مجال التحكيم.. ولأن الإبداع دائما ما يولد من رحم المعاناة.. يفترض أن يعمل الحكم السعودي وفق هذا التحدي الذاتي الذي يكفل له تجاوز بعض المناطق الشائكة والجدلية في مجتمعنا الرياضي.. ولعل الجولة الأخيرة من دوري زين وتحديدا في مباراة الاتحاد «المتصدر» مع الوحدة.. كشفت جانبا من المشكلة الأزلية التي يعانيها الحكم السعودي.. وهي العقلية المتسامحة التي تحاول الخروج بأقل الأحداث إثارة للجدل.. متى ما سارت الأمور نحو التعادل، وهذه مشكلة كبيرة إذا لم يتجاوزها هذا الجيل الشاب من الحكام فلن نفرح يوما بتطور حكامنا على الإطلاق.. فالتجرد من كل النظريات والصور الذهنية المسبقة في عقلية الحكم قبل إدارته لأي لقاء هو الذي ينقذه من ارتكاب مثل الأخطاء التي وقع فيها عواجي وحرمت الوحدة من ثلاث نقاط مستحقة.. وعندما نحاول تفسير تجاوز عواجي لركلات الجزاء الصريحة لمهاجمي الوحدة وتغاضيه الغريب عن طرد سعود كريري.. سنصل إلى أن عواجي قاد المباراة وهو يغلب فوز الاتحاد بحكم تصدره وسيطرته في الأعوام الأخيرة على هذا النوع من المباريات، وعدم توقعه فوز الوحدة في الظروف الطبيعية مثله مثل بقية الرياضيين حتى لاعبي الوحدة أنفسهم.. فهذه العقلية لدى حكامنا التي تستسلم للسائد من النظريات وتغلب حدوث المتوقع على اللامتوقع.. هي التي قتلت روح المفاجأة في مسابقاتنا خصوصا في المباريات التي تجمع الأندية الكبيرة مع الفرق الصغيرة أو المتوسطة.. فهل يعي حكامنا خطورة ذلك؟