اختلفت بثينة في هذه الرواية.. ابتعدت عني وأصبحت تدخل أبوابا لا أحمل مفاتيحها.. بثينة شاعرة في رأيي، وهي أقرب للشعر منها للرواية.. كلما اقتربتْ من الأرض شعرتُ أنها تختلف.. وأنها ما عادت بثينة! وفي هذه الرواية تحديدا، أطلقت سراح كل غيماتها، وهبطت بأقدام صلبة وكشفت عن مجتمع نسوي لم أعرف أن تفاصيله هذه تقبع في رأس الشاعرة التي قرأت لها «حزن بخمسة أصابع، تاء مربوطة، قفص صدري بلا قضبان، حيث لا شيء آخر يحدث». سحبتني بثينة في هذه الرواية إلى حيث لا أريد أن أفتح عيني.. حيث الظلام نعمة وحيث يكون الشعراء موسومي الوجوه ولا يتعدون أبوابها. ولا أعرف كيف دخلت، وكيف تخطت كل البوابات. وكيف أخذتني معها حيث لا أريد أن أكون.. وحيث إنني آمنت أنني من الغاوين، فاتبعتها! بثينة وظفت في رواياتها البطش والسيطرة والديكتاتورية والقمع والكبت.. وظفت الكثير من القسوة، وكشفت دون رحمة عن كل ما تعرفه من دمامل في جسد مجتمعنا.. ولأنني اعتدت أن تكون بثينة من يمسك «اليدين والقطن» ليداوي تلك الدمامل. إلا أنها في هذه الرواية كانت تسفر عن سياسة جديدة في العلاج: كانت تبتر كل الأجزاء الفاسدة.. تبتر وحسب! موضي الهاجري كانت فوق كل توقعاتي.. تركتها راقدة تحت مخدتي لأكثر من شهرين، ربما لأن اسمها لم يشجعني على قراءتها كما فعلت أخواتها.. كانت مؤلمة. أرتني ببساطة كيف يمكن لامرأة أن تقيم مجتمعا ذكوريا خالصا لا يسكنه إلا خمس نسوة ويحكمه طفل رضيع! هي أعمق مما يجب.. وأكثر صدقا من الواقع ذاته. AlJowharah M رواية تحكي سطوة الحضور الذكوري على الأنثوي. خاصة عندما يكون مدعوما من الإناث أنفسهن لسبب واحد فقط أنه ذكر! خاصة عندما لا يمتلك ذلك الذكر مقومات السيادة. * لم أحب أبدا تبدل الرواة فيها، ولا كثرتهم المبالغ فيها. ومع ذلك، لم يسلبني ذلك الاستمتاع بتسلسل الأحداث. * برأيي بدأت الكاتبة الرواية ببساطة تعبير يحاكي براءة أحداث الرواية، ثم أصبحت تنضج أكثر بالمفردات والتشبيهات مع نهايتها.. أحببت ذلك. Hana Al-Maktoum