بحكم صورتي واسمي المرسومين أعلاه، فحتما أنا أعلم منكم وأكثر قدرة على تقديم النصائح والحكم التي لا أطبقها غالبا! فكرت طويلا من أجلكم، وأيم الله، حتى أتيت بالحل لمواجهة مشكلة أرقت مضجع جميع كتاب الأعمدة الذين حرقوا أعصابهم وأقلامهم. اقتراحي الله يسلمكم من كل شر هو إلغاء الدوام الصباحي لجامعات البنات (جامعة الملك سعود تحديدا) أو منع حضور أي طالبة بسيارة خاصة وإجبار الجميع على ركوب باصات مخصصة للجامعة؛ إذ تخيلوا 4000 سيارة خاصة غدوة وروحة إذا افترضنا – لا جزمنا أن في الجامعة المذكورة وحدها 4000 طالبة! ستفسد صباحاتكم إذا ما سارت بكم «كفرات» السيارة في إحدى الطرق الثلاثة: طريق الملك فهد، وطريق الملك عبدالله، وطريق الملك عبدالعزيز. وحتى بعد أن انزاحت سحابات التراب المتراكم عن سمائنا، سيبقى هناك ما يستفزكم على وجه الصبح، وهو الطريق المختنق تماما ليس من كثرة الزحام، بل من سوء التخطيط وعدم توافر شبكة مواصلات تستقرئ حاجات المستقبل في مدينة كبيرة كالرياض، خاصة مع انزياح عدد كبير من القرى المجاورة للسكن والدراسة! بالمناسبة كنت سأتهور وأصعد إلى خط البلدة وسط مجموعة من العمالة الوافدة حين لم أجد سيارة تقلني لمنزلي من شارع العليا العام، لأني تخيلت للحظة أني أسير في شوارع إسطنبول وشبكة المواصلات الرائعة بين مترو وباصات برية وعائمة في البحر. أفقت من أحلامي على تهدئة صديقتي بأن أعود لرشدي ورزانتي، مع جهلي بأني أقف في منطقة يفترض أن يقف بها من ينتظر البصيص (تصغير باص). وللمعلومية، هذا الخط العتيق ليس له محطات انتظار، لا عليكم سوى تشغيل أغنية فيروز في السيارة كحبتي مسكن صباحا وحبتين مساء، أولا كي تبعث فيكم آمال حنا في الأغنية الشهيرة وإصراره المتفائل! ثانيا كي تطير بكم فوق السيارات فتصنعوا لأنفسكم خطوطا أخرى وهمية في طوابق جديدة معلقة! إنها أغنية مشرقة كإشراقات صباح الرياض هذه الأيام، روحها شاهقة سترفع بلا شك من معنوياتكم المحطمة.