سبق للزميل محمد البكيري أن أشار صراحة في أحد لقاءاته المكتوبة الساخرة إلى ضرورة التخفيف من اللون الكحلي متى ما أراد المنتخب السعودي تحقيق كأس العالم.. ولعل البكيري في هذه الصراحة أراد تسجيل موقفه الشخصي الساخر من جراء طغيان اللون الكحلي على لاعبي المنتخب الأول خلال فترة معينة في خطوة مشابهة لحملة الأعلام الكويتي قبل سنوات ضد لاعبي منتخبهم الذين لم يكن من بينهم لاعب واحد صاحب «شوارب» وكأنهم يجردونهم من الحماسة والرجولة.. تذكرت كلام الزميل البكيري القديم في ظل هذا الحصار الذي يطوقنا أينما وجدنا أنفسنا نخوض في المناطق الشائكة عندما يتعلق الأمر بتاريخ المنتخب في السابق والحاضر، ومحاولة إسقاط ما يضمه الجيل الحالي من نجوم على بعض النظريات الشعبية البائدة التي لا تعتمد على منطق أو عقل، وكأن النجومية والحماسة والروح القتالية لا تتوفر إلا لفئة دون غيرها من الناس، لست هنا بصدد مناقشة بعض الصفات العرقية واللونية لدى بني البشر، لكنني أجد نفسي أمام موجة هائلة من أساليب الغمز واللمز التي يسوقها المجتمع تجاه لاعبي المنتخب الأول الذين لا يمكن تجريدهم من وطنيتهم وحماسهم لخدمة بلدهم.. في الوقت الذي هم فيه بحاجة إلى زرع الثقة بهم كمواطنين قبل أن يكونوا لاعبي كرة قدم، وبالتالي لا يمكن أبدا أن نجرحهم في تركيبتهم الإنسانية.. وهم أحوج - خاصة في وسطنا الإعلامي - إلى توفير بيئة صحية ومناخ مثالي يدفعهم لتحقيق أعلى المكتسبات، وعندما نوجه لهم سهام النقد على مستوياتهم الفنية لا يعني أبدا تجاوز هذا إلى ما هو أبعد.. ويجب على إعلامنا الرياضي ألا يصدّر هذا التوجه الذي لا يخدم المصلحة العامة ولا يستند إلى أي أدلة يمكنها أن ترجح كفة هذه النظريات الاجتماعية التي تسري في مجتمعنا كسريان النار في الهشيم.. فقط أتمنى أن يتم إغلاق هذا الباب تماما حتى أمام الأهازيج الجماهيرية العنصرية المعروفة في وسطنا.. السؤال: هل نستطيع حماية لاعبينا من هذا المد العنصري الخطير.. أم أنه يجب علينا فعلا اختيار لاعبي المنتخب وفق بعض المعايير التي تتناسب مع كل الطبقات؟!