أصبح من السهل على الشخص أن يصنع علاقاته الاجتماعية كما يريدها، وأن تكون متوافقة مع تصرفاته وتفكيره ورغباته التي حددها لنفسه، وذلك ما دفع كثيرا من الشباب لتغيير علاقاتهم لتشمل نطاقا أوسع من ناحية، وأن تحمل مواصفات معينة غير متواجدة في صداقاتهم التي فرضتها الحياة عليهم من ناحية أخرى. وقد وجدت مجموعة من الشباب على موقع «فيس بوك» الافتراضي أن الكثير من هذه العلاقات تحمل كثيرا من الإبداع والتميز في جوانب متعددة، فقرروا تحويل هذه العلاقات من الحياة الافتراضية إلى الواقع؛ كي يستفيدوا منها في تكوين علاقات متميزة عن علاقاتهم السابقة التي فرضتها عليهم الحياة أو تواجدهم في مكان ما. وقد جاء ملتقى شباب «فيس بوك» بالمنطقة الغربية ليجمع هذه الطاقات الشابة ويكون مجتمعا شبابيا واعيا، وبالتالي توجيه هذه الطاقات إلى ملتقى أخوي وتربوي من خلال التبادل الفكري والثقافي، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية بالعديد من المناشط الترفيهية. وأوضح القائمون على الملتقى أنهم يسعون إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الشباب، وغرس مفهوم التعاون والإنتاجية لديهم، إضافة إلى تعزيز قيمة الإيجابية والمبادرة لتقديم النفع للآخرين، ويقول مدير الملتقى علي جذنان «استهدفنا في هذه الفكرة الشباب على وجه الخصوص لتكوين صداقات حقيقية يتم الاستفادة منها في تبادل الخبرات والنفع»، مشيرا إلى أن «جمال هذه اللقاءات التي جمعتنا بأغلى الأحباب على «فيس بوك» أنها عضوية بلا تكلف، والإقبال الشديد من الشباب كان من أبرز ما يزيد هذه اللقاءات جمالا، ومما ميز ملتقانا هو الإعداد المبكر له، ومحاولة الاستفادة منه في إثراء ثقافة وفكر الشباب». وأوضح جذنان أن الملتقى يسعى لاحتواء شباب المنطقة الغربية ككل «نطمح أن تستمر هذه اللقاءات وأن يرتفع الإقبال عليها من الشباب؛ لأن العلاقات الافتراضية غالبا ما تكون مجهولة، فأردنا أن نجعل من علاقاتنا أكثر واقعية»، ويضيف «اختص اللقاء بمدن المنطقة الغربية«جدة، مكة، ينبع، المدينة، الطائف» وحضره قرابة 90 شابا، ونطمح أن تتوسع لقاءاتنا القادمة لتشمل جميع مناطق المملكة». الأسماء الصريحة اللقاء تميز بأن غالبية الحضور لم يتعرفوا على بعضهم إلا من خلال حضور فعالياته، سوى عدد قليل منهم فقط أسهموا في الإعداد والترتيب له، وقد حدد القائمون يوم الخميس موعدا للقاء، وشهد الإفصاح عن الأسماء الصريحة لبعض المشاركين الذين حاولوا التخفي خلف الأسماء المستعارة، حيث كان الكل متطلعا لمعرفة كل شاب حضر اللقاء؛ ليتم التعامل معه بشكل صحيح خلال التواصل الإلكتروني. وأبدى البعض استغرابهم الشديد من بعض الشخصيات التي حضرت اللقاء، حيث إن بعضهم قد كون صورة وهمية عن بعض الصداقات الإلكترونية؛ ليكتشف أن شخصيته الواقعية تختلف تماما عن حياته الافتراضية التي يمارسها في موقع «فيس بوك». مشاهير في الملتقى وبشكل عام فقد أعجب كثير من الشباب بهذا الملتقى الذي فتح للجميع صداقات جديدة كشفت عن هوايات متعددة في العديد من جوانب الحياة العامة، وتنوع برنامج الملتقى بين الأنشطة الرياضية والاجتماعية والألعاب الترفيهية، إضافة إلى ندوات ثقافية بحضور نخبة من المتميزين لنقل تجاربهم إلى الشباب. واستضاف الملتقى الشيخ عبدالرزاق التركي، معاق بصريا، «كفيف»، ليقدم تجربته الجريئة في دراسته إضافة إلى التحدي الذي واجهه في حياته مع الإعاقة البصرية، التي حاول فيها حصد العديد من الجوائز العالمية في خدمة المجتمع، كما منحته الأممالمتحدة كأسها؛ تقديرا لخدمته المعوقين، وحصل على لقب رجل العام «2000 2001م». وأكد التركي خلال استضافته أن «إعاقة البصر لم تمنعه من تحقيق أحلامه بالإرادة والقوة والتحدي، لكنه يرمي ببعض اللوم على المجتمع في نظرته الدونية للمعوقين». ولم يحظ ملتقى شباب «فيس بوك» حتى الآن بأي رعاية رسمية، إنما هو عبارة عن اجتهادات شبابية من بعض الذين شعروا بأهمية هذه العلاقات في خلق أجواء اجتماعية رائعة. وقد كون الشباب فريق عمل خاصا بالملتقى يضم: علي جذنان القحطاني، مديرا للملتقى، رائد المنتشري، يوسف باسلوم، أحمد الخرمي، عبدالله باخشب، حاتم الخنبشي في لجنة البرامج، وفي اللجنة الرياضية سلطان حكمي، عبدالله الحريبي، كما جاء طلال الحربي في اللجنة الاجتماعية، وسامي الزهراني مسؤولا عن اللجنة الثقافية .