كررت انتخابات الرئاسة البرازيلية التي ستحدد الفائز النهائي عقب الجولة الثانية في 31 أكتوبر المقبل، نمط المواجهة بين القوتين السياسيتين اللتين هيمنتا على سياسة البلاد منذ عام 1994. وجاء فوز مرشحة الخضر وزيرة البيئة السابقة مارينا سيلفا بنحو 20 مليون صوت في الجولة الأولى، مؤشرا قويا على احتمال قرب نضوب نمط ثنائية الأقطاب في البرازيل وبروز حزب ثالث نظرا لضجر الناخبين من الصراع الدائم بين الحزبين الرئيسيين. وبهذه النتيجة المفاجئة، ضاعفت سيلفا عدد الأصوات التي توقعتها استطلاعات الرأي قبل شهر واحد من الجولة الأولى التي جرت في الثالث من أكتوبر الجاري. ولم تتمكن مرشحة حزب العمال الحاكم ديلما روسيف من الحصول على الأغلبية المطلقة، ونالت 46.9 % من الأصوات، ونال منافسها الرئيسي خوسيه سيرا من الحزب الديموقراطي 32.6 %. ونسب الخبراء معظم الأصوات التي فازت بها مارينا سيلفا عشية الانتخابات إلى النساء اللائي عادة ما يحسمن تفضيلاتهن الانتخابية في اللحظة الأخيرة، بعد موازنة البدائل المطروحة والمعلومات المتاحة. من جهة أخرى، ترسل هذه النتائج «تحذيرا» للقوى السياسية المهيمنة مؤداه أن المجتمع البرازيلي يبحث الآن عن «شيء ما جديد ومختلف» عن الصراع الثنائي بين الحزبين التقليديين، وهو الصراع الذي احتكر الانتخابات الأربعة الأخيرة حيث سجلت «ظاهرة» مرشحة الخضر مارينا سيلفا نجاحا كبيرا خاصة بين الشباب والحركات الثقافية في مدينة بيلو هوريزنتي، عاصمة ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان بعد ساو باولو. وجاء العامل «الحاسم» في التصويت الجماعي لصالح سيلفا «تمردا واحتجاجا» ضد المشهد السياسي القديم والبحث عن طريق ثالث. والنساء هن من يؤثرن عادة في نتيجة الانتخابات بالبرازيل، واختار معظمهن مارينا سيلفا وزيرة البيئة السابقة في حكومة الرئيس المنتهية ولايته لويس دا سيلفا، والتي تعتبر «امرأة فاضلة وأقل فسادا وأكثر خضوعا للمساءلة»، وكانت سيلفا استقالت من منصبها بسبب الخلافات العميقة بينها وبين بقية أعضاء الحكومة فيما يخص السياسات البيئية والتنموية المتبعة في البرازيل.