أغلب المسلسلات الأجنبية تبث عبر التلفاز - بطريقة غير مباشرة - أن المترو هو اختراع لشد الأعصاب والانتظار الطويل والشجار مع الركّاب والوصول المتأخر للجهة المطلوبة, إلا أنني أتمنى أن أركب مترو في حياتي ولو لمرة قبل أن أموت؛ فأنا أرى أنه أفضل من الركوب في سيارة أجرة لدى صاحبها عقدة من المكيفات ويشجع الطقس المحلي: حار صيفا وربيعا وبارد شتاء وخريفا, فقد تركب سيارة أجرة لتشعر وأنت تركبها بأنك على ناقة! المشكلة يا عزيزي ليست هنا؛ فمدننا الكريمة تصاب عاما بعد عام بطفرة سكانية، وبالتالي بطفرة سيارات, لدرجة أن الطرق السريعة والرئيسية تصاب بازدحام شديد وعلى مدّ البصر. وتخيل أن قرار قيادة المرأة يسري في السنوات المقبلة فسيزداد الطين بلة. نحتاج إلى المترو يا جماعة! ويا ليت يكون بتخطيط مسبق يبيض الوجه, ففي إحدى البرامج الوثائقية التي كانت تتحدث حول خدمة المواصلات في أمريكا الجنوبية انسكبت دموعي, فالشوارع منذ تأسيسها مهيأة ليكون جزء منها خاصا بالمترو ومحطات معدة لراحة الراكب وبرنامج مواعيد معد مسبقا لانتظار الحافلة, إلى جانب أن هناك خططا مستقبلية لإنشاء طرق مواصلات حديثة ذات خواص مفيدة لمساحة الشوارع ومحافظة على البيئة وسهلة الاستخدام ومتوافرة للجميع. يقول أحد المهندسين المسؤولين إن مثل تلك المشاريع بإمكانها أن تُنجز في فترة لا تزيد على ثلاث سنوات! أرجوك, ثلاث سنوات؟! هي ربع الفترة المطلوبة لإنشاء بسطة بليلة «حمص» في سوق قباء عندنا. كم أحلم بأن يشهد أحد من أحفادي افتتاح مشروع القطار الذي يصل المدن ببعضها. وكلما تطرقت لموضوع القطار يقال لي كان لدينا قطار, وكانت لدينا أكثر من شركة طيران, وكانت لدينا أمور كثيرة صارت من التاريخ, والآن ننتظر فرج الله.