هل استغربتم يوما بينما تقومون بنزهة عائلية في أحد المرافق العامة وأماكن التنزه من حال بعض العائلات وأبنائهم وصغارهم يحرثون تلك الأرض الخضراء، ويلعبون في الألعاب بطريقة تجعلها آخر مرة صالحة للعب، ويحصدون الأزهار والورود في مكان جلوسهم، والعائلة كاملة تلقي بجميع مخلفاتها في المكان نفسه الذي يجلسون به؟. هل تساءل أحدكم ما النتيجة النهائية لتلك العائلة وأبنائها، وما مخرجاتهم لهذه البلاد، وماذا سيصبح أولادهم عندما يكبرون؟ سأقول لكم ما النتيجة، أولئك الأولاد هم على الأرجح الشباب أنفسهم الذين يكبرون ليصبحوا قادة التفحيط وسرقة السيارات، أرباب صراعات المراهقين ومعاكسات الفتيات في الشوارع. هم أنفسهم أولئك الذين عندما نراهم في الشارع نتلو جميع الأدعية وما تيسر من القرآن كي يقينا الله شرهم وعدم مبالاتهم. هم سبب عبارة: «للعائلات فقط»، وهم بلاء كل مكان عام يجتمع فيه الناس، سواء كان للعائلات أم للعزاب. هم أنفسهم تلك العينة التي تسافر دون استعداد ودون تجهيز، مجرد سهرة شبابية تنتهي بشطحة سفر تمول من الديون والسرقة أو أعذار واهية للأهل للحصول على المطلوب. يسافرون، يصلون، وتبدأ رحلتهم التخريبية التي تستقي روحها من ذكرى رحلاتهم العائلية، فيعيثون فسادا في «أزهار» البلد حتى وإن كانت اصطناعية، يعيشون فوضى سفر تجلب انتباه الجميع وتصرخ بصوت عال أن أبناء تلك «الدولة» هنا يدمرون المرافق السياحية وسمعتهم وسمعتنا معها، والنتيجة يخجل الكل سواهم من كونه من هنا أو هناك. نعم قالها الرسول صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». نعم أنجبوا الأولاد إن كنتم فقط قادرين على تربيتهم، وإن لم تستطيعوا أن تتعبوا على تربيتهم كما ينبغي تماما فلا تنجبوا نهائيا، فواحد يتربى في البيت خير من عشرة يربيهم الشارع، ثم نعود ونلوم الظروف والاقتصاد والتعليم وكل شيء عدانا أن أولادنا فاسدون.