بداية زواجي عندما أصبحت مسؤولة عن إدارة منزل للمرة الأولى، الكل يسألني: «ها كيف الزواج؟!»، لأسارع بالإجابة «الإينشتانية»: «لا أصدق كمية النفايات التي ينتجها الفرد الواحد يوميا!». ويفاجأ الكثيرون بتلك الإجابة العلمية، فبالنسبة إلى فتاة في ال 19 من عمرها، يتوقع الجميع أن تتمحور الإجابة عن شهر العسل الرومانسي، أو عن ليلة العمر التي لن تتكرر، أو فارس الأحلام الذي يمتطي «اللكزس» الأبيض! قرأت خبرا قبل أيام في إحدى الصحف عن عائلة أمريكية «خضراء»، محافظة على البيئة طبعا، وليس المقصود أنها خضراء اللون، قطعت عهدا أنها لن تتخلص إلا من كيس نفاية واحد في عام 2010! وأكدت تلك العائلة أن ذلك تطلب منها مجهودا جبارا في البداية، لكنهم سرعان ما اعتادوا نمط الحياة الأخضر، فتزرع الأم معظم الخضراوات والفواكه، وتذهب إلى السوق لتأخذ معها كيسها الخاص بالتبضع تجنبا لاستخدام الأكياس البلاستيكية، كما أنهم يطعمون مخلفات الطعام للعصافير والحيوانات، ويصنعون السماد منزليا. أثار الخبر -بطبيعة الحال- حفيظتي الإصلاحية، لأسترجع ذاكرتي عن الدروس النظرية التي درستها في المدرسة، ربما شرحت لنا المعلمة في حصة ما عن تعريف كلمة التدوير، من دون لف ولا دوران، لكنها مجرد أشياء نظرية، فلماذا نهتم إن كان بالإمكان شراء غيرها، أو غيرنا يجمعها، فالمهم «عيش حياتك»! بالنسبة إلى عائلة جديدة في مقتبل العمر، من الجميل أن يظهر لديها اهتمام بالبيئة، ولكن كيف ذلك إن كان العريس المصون اعتاد فوضى «شقق العزوبية» و «استراحات الوناسة»، والفتاة إما تقوم بدور «خادمة مساندة» أو «معنوية فحسب»، فلماذا «وجع الراس»، والحياة حلوة.. بس نفهمها! نقطتان في أول السطر: اسأل طالبا عربيا عن علاقة التدوير بالاحتباس الحراري، واستمتع بالإجابة!