يبدو أن ممثلات الجيل الحالي لم يتبق لهن إلا أن يرفعن شعار «أريد أن أكون حسناء» أولا والأداء التمثيلي لاحقا، كتأكيد أن المظهر الخارجي في المسلسلات يشكل هما أساسيا بالنسبة إليهن، فالملاحظ أن أغلب الممثلات في الآونة الأخيرة لجأن إلى الموضة، واستخدام مساحيق التجميل بصورة مكثفة للهيمنة على نسبة كبيرة من المشاهدين والأضواء، إضافة إلى إرضاء غرورهن أمام الكاميرا حتى وان كان على حساب العمل، وما عزز هذه النظرة هي بحث المنتجين عن الطلة البهية بعيدا عن الحرفة الدرامية. والمتابع القريب للدراما يجزم أن أغلبية ممثلات هذا الجيل دخلن في تحدٍ كبير ومنافسة شرسة للحصول على لقب «سندريلا الشاشة» والفنانة الفاتنة ونجمة الجماهير، حيث استعمرت ثقافة المظهر الخارجي عقلية كل واحدة منهن وكأنهن على قناعة تامة بأن الجمال الشكلي هو من سيحقق لهن النجومية والجماهيرية ويرفع من أجورهن. افتقار للموهبة ولاشك أن المسلسلات وبسبب هذا «التسيب والاستسهال» أصبحت أقل تأثيرا ومصداقية وقناعة عن مسلسلات ماقبل «عشرة» أعوام على أقل تقدير، لأن الظاهرة أصبحت واضحة للعيان. وهل من المنطق أن تجسد الممثلة شخصية فتاة عادية تستيقظ من النوم أو في حالة مؤثرة مثيرة للشفقة كالعيش تحت خط الفقر والحرمان وعلى الرغم من ذلك تظهر وهي في قمة ملامحها الصناعية وتستخدم المكياج والكحل والعدسات اللاصقة وحواجب تاتو والسليكون المحقون في الشفايف والخدود فضلا عن الملابس الفاخرة التي ترتديها وهذا إنما دلالة على أن أغلبية ممثلات هذا الجيل يفتقدن للموهبة ويفتقرن للأداء التمثيلي المقنع ويستخدمن المظهر الخارجي لإخفاء عيوبهن الفنية وقدراتهن التمثيلية. لم يكن جميلات ما يجب تأكيده هو أن الجمال الشكلي لن يكون جواز سفر للوصول إلى قلب المشاهد والنجاح، فهناك مقومات أخرى كالتي تمتلكها حياة الفهد ألا وهي البساطة والذكاء وقوة الشخصية والكاريزما والأداء، وهناك ممثلات وصلن إلى درجة عالية من النجومية والشهرة والنجاحات بفضل روحهن الجميلة وبأدائهن المقنع كسعاد علي وفخرية خميس وعبلة كامل وغيرهن الكثير ممن لا يستخدمن المكياج ويرتدين الملابس والإكسسوارات إلا حسب متطلبات الدور. فالنجمة حياة الفهد تسيدت الشاشة الخليجية وكانت وما زالت أدوارها أقرب إلى الواقع كونها اعتمدت على موهبتها، ووصلت إلى قمة النجومية ببساطتها وتركت التكلف لممثلات هذا الجيل واللواتي لن تضيف لهن مساحيق التجميل والرتوشات الزائدة والملابس الفاخرة سوى الظهور بأداء غير مقنع وأدوار فقيرة فنيا ومثلما أجمعنا على أن الغرور مقبرة، فمن المنطق أن نتفق على أن مساحيق التجميل ماهي إلا تشويه يراد به العكس أصاب أعمالنا. من المفترض أن تجتهد كل ممثلة، وتصقل تجربتها لتقدم أدوارا مقنعة بدلا من رش المساحيق التي حذر منها الأطباء كونها تحمل الخطر والضرر والسموم ونستشهد بالفنانة شريهان التي ظلت لأعوام تتفنن في الإفراط في استخدام المساحيق إلى أن أحرقت وجهها وكادت تقضي على حياتها. مثال حي لذلك لا نجد غضاضة من أن نعدد أسماء دخلن للمجال الفني والمظهر الخارجي يستحوذ على اهتمامهن بشكل مبالغ فيه مثل ريم عبدالله وميساء مغربي وغزلان وريماس منصور وإلهام الفضالة وشيماء علي، هذه الأسماء وغيرهن نقول لهن إن سيطرة ثقافة الموضة والمساحيق لن تجمل الشاشة لأن عيني المشاهد أصبحتا لا تصدق كل شيء. ولسنا ضد الجمال والمحافظة على لياقة المظهر الخارجي ولكن مكمن الاعتراض والاختلاف على كل من تحاول الوصول إلى النجاح حسب ماركة «كريم الأساس».