يبدو أن المصائب تأتي بالفعل «جملة» وأكبر دليل على ذلك ما يتعرض له فريق الهلال حاليا وفي التوقيت الصعب من مشواره في البطولة الآسيوية والتي يحلم من خلال كأسها المرور إلى بطولة العالم للأندية أسوة بالنصر والاتحاد، حيث بقي عدم وصول الفريق إليها هاجسا يقض مضاجع محبي النادي، خاصة أنهم تذوقوا كل الألقاب وتواجدوا في كل المناسبات الكبيرة عدا هذه البطولة الأعلى والأكبر في منظومة بطولات الفيفا على صعيد الأندية. المصائب الهلالية بدأت مع إعلان المدرب البلجيكي الرحيل وتوقيعه فعليا عقدا لتدريب المنتخب المغربي، وفشل الإدارة في توفير بديل في حجمه يغطي غيابه؛ فاستمر من خلال اتفاق يبقيه حتى نهاية البطولة؛ مما أحدث ارتباكا في الفريق وسط انتقادات حادة وجهت للطرفين، خاصة أن المدرب البلجيكي- وبمباركة الإدارة- كان وراء الاعتزال القسري للحارس الخبير محمد الدعيع، وفي توقيت كان النادي يحتاجه فيه، وهو ما ظهر بعد ذلك في الأداء المتذبذب للحارس البديل حسن العتيبي والذي وجد نفسه أساسيا وهو على مشارف الاعتزال. الأزمة الثانية وكانت «صامتة» تعلقت بالمهاجم الدولي ياسر القحطاني الذي مر بسلسلة من الأزمات أفسدت بعض الود بينه وبين الإدارة قبل أن يأتي تأخر مستحقات عقده ليقضي على التوهج الذي عرف عن اللاعب فبات يتألق حينا ويغيب فنيا في أحيان كثيرة قبل أن يأخذ جزءا من مستحقاته أمس الأول. وجاءت لطمة الغرافة في الإياب الآسيوي بالدوحة- رغم التأهل- لتكشف المستور الفني للفريق، وتراجع مستوى أكثر من لاعب يتقدمهم قائد الفريق أسامة هوساوي، والأغرب أن محمد الشلهوب الذي ظل دائما الخيار الأخير للمدرب رغم أنه صانع الألعاب وهداف الفريق «عمليا ورقميا» كان المستيقظ الوحيد في الغفوة التي أصابت الهلاليين في ذلك اليوم، ووضح وقتها أن جيريتس يسرح بباله بعيدا في الدارالبيضاء، حيث يتعرض لانتقادات بل وإهانات بسبب بقائه مع الهلال في الرياض بعد توقيعه مع أسود الأطلس، كما بانت حاجة الفريق للاعب وسطه الروماني ميريل رادوي والذي بات يشكل عنصر القوة والإلهام في وسط الفريق. ووسط كل ذلك جاءت قضية طلب الفريق تأجيل مباراته أمام الاتحاد- منافسه الوحيد على بطولة الدوري- لتلقي بظلالها على الأجواء الهلالية المعكرة؛ لأنها كشفت عن التضعضع الفني والنفسي للفريق الذي خسر برباعية في الدوحة، ويخشى أن يغتنم الاتحاد المنتشي والمتصدر الفرصة ويعمق جراحه بهزيمة تقلل حظوظه في الدوري وتربك حساباته لمواجهة ذوب هان الإيراني الذي سيلاقيه في مباراتي نصف النهائي الآسيوي. والآن يعيش الفريق حالة ارتباك بسبب أن المنتخب الروماني يحتاج لاعب وسطه رادوي للمباراة الهامة في التصفيات الأوربية أمام فرنسا ويرفض تبعا لذلك كل محاولات التسوية لضمان مشاركة اللاعب في المسابقتين. وحتى يجد الفريق الأزرق حلولا عاجلة وناجعة لأزماته الحالية فإن الكثيرين يرون أن على صناع القرار أن يبادروا لترتيب الأولويات وأن يبعدوا عن العراك الإعلامي الدائر حول التأجيل، ومن يخاف ممن؟! حتى يتفرغوا للأهم وهو الاستعداد لذوب هان.