إن لم تكن خبيرا بحال أسواق الخضار، فأنا أعلمك بحكم خبرتي البسيطة في استهلاك الخضراوات, وأنصحك أن تأكل السلطة دون طماطم, وإن لم تنزل للسوق بعد فأنصحك أن تظل في بيتك بدل أن تصاب بصدمة عاطفية تجاه الطماطم التي تكبرت علينا بعد رمضان, وأريد أن أفهم شيئا, لماذا الطماطم بالتحديد؟ لماذا لا يرتفع سعر اللفت أو البزاليا أو الباميا وغيرها من الخضراوات التي أشعر أن أكلها وطبخها نوع من التعذيب. ترتفع الأسعار في بعض الأحيان وتنخفض، من ريالين أو ثلاثة، وإن ارتفعت فأقصى حد لارتفاعها يكون خمسة ريالات، ولكن أن يصل إلى الضعف، فهذا حتما يثير تساؤل المستهلك ويثير جيبه أيضا! فبعد أن كان الصندوق الصغير للطماطم بسبعة ريالات، الآن أصبح ب 20 ريالا, والسوري أغلى من التركي، ولكن أين السعودي؟ طماطمك يا بلادي, أين ذهبت؟ أنت مسؤولة من قبل من؟ ولو أن الإنتاج المحلي للطماطم ازداد، وانخفض معدل الاستيراد الخارجي، هل سيكون هناك فارق في التكلفة على المستهلك؟ المصيبة أن الطماطم لا غنى عنها, حتى لو اضطررت إلى بيع أعضائك لتشتري طماطم ستفعل! وأنا أقول لك هذا من خبرتي ذات الباع الطويل في الطبخ وإمداد أمعاء العائلة بالطعام. الأمر يحتاج إلى إعادة نظر, فأسعار الخضار في السوق تفوق أسعار الوجبات السريعة، وبطبيعة الحال فإن أصحاب الجيوب الشحيحة سيتحولون من تناول الغذاء السليم إلى تناول الوجبات السريعة، وهكذا ينخفض مستوى الصحة العامة. نعم, وإن كان بعض الخضار يصل إلينا وهو مصاب بالإسهال, وبعض الفواكه طعمها يشبه طعم الرصاص, إلا أنها تظل أفضل من الأغذية غير الصحية التي تفقد قيمها الغذائية مع المواد الحافظة والمصنعة. أناشدكم أيها المسؤولون, أنقذونا, فالناس سيصابون برهاب الطماطم من جراء غلاء الأسعار.