عاد المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة مرة أخرى، أمس، واجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منزله بعد أن اجتمع مع وزير الدفاع إيهود باراك، في محاولة أخيرة لإقناع الحكومة بضرورة إيقاف الاستيطان وعدم تضييع فرصة إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين الذين أمهلوا الجانب الأمريكي خمسة أيام لإقناع إسرائيل بوقف البناء واستئناف المفاوضات المباشرة. وتأتي المساعي الأمريكية في أعقاب استئناف إسرائيل البناء في المستوطنات بالضفة الغربية، بعد تجميد دام عشرة أشهر، رغم المناشدات والدعوات الدولية بتمديد التجميد. وهي خطوة رحب بها المستوطنون، بينما أثارت قلق الدبلوماسيين الذين يحاولون إنقاذ المفاوضات من الانهيار. وفي المقابل صرح الرئيس الفلطسيني محمود عباس بأن على إسرائيل تجميد الاستيطان طالما هناك مفاوضات سلام جارية. وأكد أنه سيرد على قرار إسرائيل بعد لقائه مع أعضاء لجنة المتابعة العربية التي تضم وزراء خارجية عدد من الدول العربية، الاثنين المقبل، وبعد التشاور مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتولى ملف مفاوضات السلام. وهدد عباس من قبل بالانسحاب من هذه المفاوضات إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان. ويدعو الجانب الفلسطيني إلى تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات لمدة تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أشهر إضافية، لإتاحة الفرصة أمام الجانبين للاتفاق على موضوع الحدود النهائية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقام في نهاية المطاف. وكان نتنياهو أعلن، الثلاثاء، أنه سيلتقي عباس في باريس في أكتوبر المقبل، تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال مشيرا إلى الرئيس الفلسطيني باسمه الحركي «كلي أمل في أن محادثاتي الجيدة مع أبو مازن ستستمر.. فهي ضرورية وأعتقد من صميم قلبي أن باستطاعتنا الوصول إلى اتفاق إطاري خلال عام، وتغيير تاريخ منطقة الشرق الأوسط». ووجه انتقادات شديدة لتصريحات وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان التي أدلى بها خلال كلمته أمام الأممالمتحدة، واستبعد إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين خلال العقود المقبلة. وأكد مكتب نتنياهو أن ليبرمان أدلى بأقواله دون التنسيق مع رئيس الوزراء، وهو الشخص الذي يدير المفاوضات السياسية المعنية. ويخشى الفلسطينيون من أن المستوطنات ستحرمهم من أن تكون لهم دولة تملك مقومات البقاء. وكان نتنياهو فرض تجميد الأنشطة الاستيطانية في نوفمبر الماضي تحت ضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لدفع عباس للعودة إلى المفاوضات المباشرة بعد توقف دام 20 شهرا. ويعيش زهاء 500 ألف يهودي في ما يزيد عن 100 مستوطنة أقيمت في الضفة الغربية والقدس الشرقية على أراض احتلتها إسرائيل عام 1967. وترى محكمة العدل الدولية أن هذه المستوطنات غير مشروعة، لكن إسرائيل ترفض هذا. ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في المناطق نفسها.