لا يخلو كثير من صوالين الحلاقة ومشاغل تجهيز العرائس من مخاطر صحية بسبب عدم الالتزام بالشروط الضابطة للعمل بها سواء من جهة الأدوات المستخدمة أو العنصر البشري، وذلك ما دعا أمانة جدة للمطالبة بالتدرج في تطبيق المخالفات وتوقيع الغرامات الرادعة على صوالين الحلاقة غير المتقيدة بتلك الاشتراطات، في وقت تطرح فيه دعوة إلى إنشاء معاهد تدريب مهنية متخصصة لتدريب وتأهيل العاملين في صوالين الحلاقة ومراكز تجهيز العرائس واستصدار شهادة مهنية لهم. وشددت الأمانة على ضرورة تدريب وتطوير عمل المراقبين وتنمية مهاراتهم وذلك خلال ورشة عمل نظمتها أمانة العاصمة المقدسة أمس تناولت الأخطار الكامنة لصوالين الحلاقة ومراكز التجميل النسائية وطرق الوقاية، منها أساليب التوعية باستخدام الملصقات والإرشادات وتعليقها خلافا لنشر التوعية عن طريق الإنترنت ووسائل الإعلام وفي المناهج الدراسية والأندية الرياضية، واتخاذ إجراءات رادعة من الجهات ذات العلاقة «المحافظة، الشرطة، هيئة التحقيق والادعاء العام»، في حال عدم تجاوب المحال المخالفة وتكرار مخالفتها. وأوصت الأمانة بضرورة استحداث برامج تقنية توثق زيارات المحال التجارية عامة وتحدد المخالفات بها يسهل عملية المتابعة وتصحيح وضع المخالفات بها. وتحدثت ورقة عمل عن جهود أمانة جدة بشأن آليات الرقابة على صوالين الحلاقة وتطوير الخدمة المقدمة في الصوالين ومراكز تجهيز العرائس لتجنب الأمراض المترتبة على عدم التقيد بالتعليمات والأنظمة المتبعة في صوالين الحلاقة. واستعرضت الأمانة خلال ورقة عمل بعنوان «السلوكيات الخاطئة للعاملين في محال الحلاقة»، بعض الصور التي توضح وتجسد الواقع المعمول به داخل صوالين الحلاقة قبل الجولات المستمرة وما آلت إليه الأوضاع في أعقاب تصحيح أوضاع صوالين الحلاقة في مدينة جدة. وأكدت الأمانة خلال ورقتها أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لا تألو جهدا في سبيل تحقيق مبدأ السلامة والصحة العامة من خلال رفع مستوى الخدمات المقدمة في كافة المجالات المتعلقة بالصحة العامة التي تهتم بصحة المجتمع. وأشارت إلى أن الإحصائيات الصادرة عن الأطباء المختصين بالأمراض الوبائية والمعدية أوضحت أن تكرار استخدام أدوات الحلاقة بين الزبائن تعد إحدى وسائل نقل مسببات أمراض الدم الفيروسية والتي منها أمراض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي «B » و « C »، الأمراض الجلدية ممثلة في سعفات الرأس وفيروس الهربس والجرب والثأليل الفيروسية وغيرها من الأمراض الوبائية، والأضرار الناجمة عن مساحيق التجميل بعد استخدامها. وذكرت الأمانة أن الإحصائيات تؤكد أن هناك ما يقرب من 26 % من الأمراض مجهولة المصدر يعتقد أن الحلاقة غير الصحية أحد أسباب انتقالها، فيما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو %30 من مصابي التهاب الكبد الوبائي «ب» و«ج»، يرجع إلى صوالين الحلاقة، %32 لأسباب غير معروفة، 11 % بسبب نقل الدم، 3% بسبب الوخز والوشم، 3 % بسبب غسيل الكلى، 21 % بسبب العلاقة الجنسية المحرمة. وأوضحت الأمانة أن السلوكيات الخاطئة للعاملين في صوالين الحلاقة تعود إلى عدم التزام أصحاب الصوالين ومراكز تجهيز العرائس بتطبيق الاشتراطات المطلوبة وفق التعهد الرسمي الموقع عليه من جانبهم. وقد أجرت الأمانة مسحا شاملا لجميع صوالين الحلاقة في جدة والبالغة 1125 صالونا، بخلاف 953 مركزا لتجهيز العرائس. وطرحت الأمانة خلال ورقة العمل عدة تساؤلات حول كيفية إلزام صوالين الحلاقة بالممارسات الصحية المطلوبة، ومواجهة استمرار ممارسة العاملين بصوالين الحلاقة للسلوكيات الخاطئة على الرغم من حملات التوعية وجهود المراقبين والمتابعة والتعهدات وتوقيع الغرامات.