للجسد طرق عدة في التواصل ولكل منها مؤشراته الدلالية التي تجعله بمثابة كلام مواز للكلام الذي نستخدمه في حياتنا، وقد يشكل فهم لغة الجسد اختلافا مهما على مستوى قدرات أي شخص، كما يمكن أن يصنع الفارق على مستوى العمل والتلقي وفهم السلوكيات والعلاقة بالآخرين في مختلف مراحل الحياة، وإذا كنت ممن يستهويهم استكشاف المضامين السلوكية والمواقف الذهنية الكامنة وراء الحركات والإيماءات فهذا الكتاب يمكن أن يكون خيارك المثالي. وحين تقرأ عبارة مثل «إذا لم تكن متأكدا مما يقصده الشخص الآخر فثق بأن جسده سيخبرك الحقيقة» فستكون أكثر استعدادا لخوض التجربة التي ستجعل منك قارئا ومستخدما ماهرا للغة الجسد، حيث سيبدأ الكتاب بتعريفك على أساسياتها، ثم ينتقل بك إلى قراءة إيحاءات العين والوجه والرأس، حيث يكمن مركز الجسد، ومن ثم فصول أخرى عن الأيدي واللمس ومناطق النفوذ والمساحة الشخصية وتعبيرات اللقاء والتحية والوداع، إضافة إلى محاور عن الانسجام مع الآخرين والسلبية والكذب والقوة والخضوع والنجاح وغيرها من المفاهيم التي يمكن قراءتها من حركة أو أخرى لأي شخص كان. لغة الجسد لها قراءات مختلفة على مستوى العالم، ولكنها ترجمتها الوحيدة موجودة في معاجم هذا العلم الذي بات يحظى باهتمام كبير في مختلف المجالات كالاجتماعات والمقابلات الشخصية ولقاءات العمل والتعارف والاحتفالات والتسويق، وفي هذا الكتاب المليء بكثير من الوسائل الإيضاحية والصور يجد القارئ نفسه مشغولا أثناء القراءة بمتعة اكتشاف متجددة ورغبة إصغاء متزايدة لما يقوله جسده أو ما يقوله الآخرون، إنه التواصل غير اللفظي الذي يستأثر أحيانا بما لا يمكن للكلمات قوله، والمعرفة الجديدة التي تمنح صاحبها ميزة إضافية لاستيعاب الكثير مما لا يستطيع غيره استيعابه.