الرياض. بعد الصراع الشهير والتلويح بأوراق العقود والتهديد باللجوء إلى القضاء والمحاكم بين الفنان حسن عسيري طالب الكلية الحربية السابق وفايز المالكي الذي لا يجد حرجا أن يذكر أنه كان راعيا للأغنام في بداية حياته، والمشكلات التي أحاطت بالثنائي قبل انطلاق موسم رمضان والتي كانت تسبب أزمة داخلية للاثنين، حيث عاش المالكي صراع الخوف من الفشل كونه يخوض تجربة الإنتاج للمرة الأولى، وبين محاولة إثبات نفسه وقدرته على النجاح بعيدا عن معسكر «بيني وبينك» وعاش العسيري هو الآخر في حالة تفكير كبيرة للخروج من المأزق تمثلت في إطلاق رصاصة الرحمة على هوية العمل وإعادة تفكيكه بالصورة التي تابعها المشاهدون. حيث استطاع المالكي أن يكسب الرهان من خلال مسلسل «سكتم بكتم» الذي عرض على القناة الأولى في التليفزيون السعودي، وأن يسرق الأضواء من مسلسل «بيني وبينك» وذلك بحسب ردة فعل الشارع بعيدا عن الاستفتاءات التي دار حولها عدد كبير من الشكوك. ومن المكتسبات التي نالها المالكي أنه استطاع أن يكون ثلاثية جديدة مع الكاتب عبدالعزيز المدهش والمخرج عبدالخالق الغانم، حيث بدت تلوح في الأفق مؤشرات عن استمرار هذا الثلاثي في الفترة المقبلة، لاسيما أن فايز يشعر بأنه وجد ضالته في النص وفي المخرج المتمكن الذي يستطيع أن يدير الكاميرا باحتراف، في حين أن ما يحفز الكاتب والمخرج على الاستمرار مع المالكي أنهما يعرفان أن الفنان يدفع بسخاء كبير في عملياته الإنتاجية في مقابل تحقيقه انتصارا معنويا خاصة أنه يدرك أن هناك من يتربص به، وينتظر أقرب فرصة لسقوطه، النجاح الأخير دفعنا إلى تأكيد أن «سكتم بكتم» قد يدخل في لعبة الأجزاء مع شاشة القناة الأولى. وجميع من شاهد تحركات الفنان والكاتب في الفترة القصيرة الماضية يجد أن هناك حالة استنفار وتوافق بينهما إلى حد كبير كان واضحا من خلال حضورهما عددا من المناسبات في نفس السيارة، وجلوسهما على نفس الطاولة، واتفاقهما أيضا على نفس الآراء المطروحة. المالكي الذي لفت الأنظار إلى عمله الرمضاني يدرك أنه في مهمة قادمة ستكون أصعب مما مر به، وهي المحافظة على النجاح المكتسب من خلال عمل قادم يحمل خطوطا درامية لافتة ضمن القوالب التي يجيدها بإتقان. وأيضا من مكتسبات نجاح «سكتم بكتم» أنه استطاع من خلال كركتر «دحيم» أن «يحرق» دور رابح في مسلسل «أحلام رابح» الذي أوقفته قناة ال«إم بي سي» في أعقاب الخلاف الشهير بين الثنائي وكان ذكيا وهو يستقطب أغلب العاملين في المسلسل المتوقف حتى يرد على القرار بطريقته الخاصة. فترة الهدوء التي عاشها الاثنان كان فيها المالكي أشد المتابعين ل «بيني وبينك» فيما كان عسيري مراقبا ل«سكتم بكتم»، وحاول الأخير في رمضان أن يقترب من المالكي من خلال الترويج الإعلامي بأنه من وجه الدعوة للمالكي لحضور حفل «الفطور» الذي نظمته قناة إم بي سي في بيروت إلا أن الأمور لم تكن في صالحه وانقلبت ضده. ولعل ردة فعل فايز المالكي أخيرا مع «استفتاء شمس» واختياره لمسلسل «بيني وبينك» كأضعف مسلسل والفنان حبيب الحبيب كأسوأ فناني الكوميديا في رمضان يدل على أن جمر الخلاف لم يهدأ بعد، وأنه أراد التشفي من «دنحي» بعد فترة صمت طويلة .