شاهدت عددا من الروايات العربية والعالمية على الشاشة بعد أن تم تحويلها إلى أفلام أو مسلسلات، وفي المحصلة النهائية لم تنل تلك الأعمال أصداء بعد أن خلعت عباءة الورق، وتحولت إلى صور يتحرك أبطالها بعد أن كان حضورهم في أذهاننا يقتصر على الخيال. بما أننا اليوم نعيش طفرة روائية غير مسبوقة، فما الرواية التي ترشح إعادة إنتاجها لمسلسل تليفزيوني؟ في البداية تحدثت العضوة «شعاع الفريد» والتي ذكرت أنها ترشح رواية «عيون قذرة» للروائية قماشة العليان لأنها تحتوي على تناسق عجيب بين الشخصيات التي أشعر بأنها مستمدة من أرض الواقع ودائما ما أمني النفس أن أرى أبطال الرواية يتحركون أمامي. واختار الصديق عبدالله بن أحمد رواية «فسوق» للروائي الحائز على جائزة البوكر عبده خال، لأنه يرى- على حد قوله - في الرواية أدق التفاصيل والتناقضات داخل المجتمع الإنساني: «قصة الرواية ستجعلها أكثر إبهارا فيما لو تحولت إلى عمل درامي مكتمل، ولكن لا أخفيكم أنني أخشى أن يجتزئ السيناريست بعض الأحداث». فيما رأت العضوة سارة عبدالعزيز أن رواية «بنات الرياض» للكاتبة رجاء الصانع هي الأقرب للتحويل إلى دراما ناجحة: « كان لها ضجة وقالوا إنه من المحتمل أن تتحول إلى مسلسل». ورشحت كل من ريم عبدالله وريماس منصور إضافة إلى صمود عادل أبطالا للعمل، ولم يمهل سارة أن تستمتع بردها حتى اعترض سعود الرويضان على تحويل «بنات الرياض» إلى عمل مستنكرا: «هل أعجبتكم الصورة التي شوهوا بها بنات الرياض في الرواية؟ لا أنكر أن هنالك بنات يتوافقن مع الأحداث، ولكن ليس بالصورة التي قدمتها الرواية». محمد علي رشح بصمت ودون إسهاب روايتي «مدن تأكل العشب» ل«عبده خال» و«القارورة» ل«يوسف المحيميد». من جهة أخرى ذكرت سلمى أحمد أن الروايات التي نجحت ورقيا قد تخذلها الشاشة وتضعف من قيمتها باعتبارها عملا أدبيا: «لم أستمتع بأي رواية تحولت إلى مسلسل أو فيلم والجميع شاهد سقوط رواية «أبو شلاخ البرمائي» للدكتور الراحل غازي القصيبي التي قدمها الفنان فايز المالكي، لم تحقق النجاح المنتظر وكانت بعيدة عن تفاصيل الرواية». وأوضحت سلمى أن الناس أصبحت تتعامل مع اسم المنتج الأدبي كفلاش وتبحث عن الوميض الذي يعطيه العنوان بغض النظر عن القيمة الحقيقية مؤكدة أن مسلسلا تليفزيونيا سيحمل اسم «الحمام لا يطير في بريدة» كفيل بإعطائه وميضا وسيحمل ضجة كبيرة ربما يتضرر منها المؤلف يوسف المحيميد. وكان الحديث عن «تلفزة الروايات» شيقا للدرجة التي دفعت بدر البدر للحديث بإسهاب عن تساؤل «شمس» هذا اليوم حيث أوضح أن نجيب محفوظ وأحلام مستغانمي وغازي القصيبي لم ينجحوا في هذا النوع من المسلسلات مشبها استعانة المنتجين بهذه الروايات بمثابة التطفل عليها، والخروج من مأزق النصوص الذي تعيشه الدراما: «في فيلم عمارة يعقوبيان قدم المخرج وطاقم العمل الفيلم برؤيتهم وليس برؤية كاتب الرواية علاء الأسواني، وأرى الوضع لا يطاق إطلاقا، فها هي أحلام مستغانمي تفشل في ذاكرة الجسد ولم تشفع لها نجومية جمال سليمان أو نجدت أنزور في حفظ هيبة الرواية بل فككتها وأفقدتها الطعم الخاص بها، وقد تنجح رواياتنا المحلية في حالة أن يوكل السيناريو كاملا إلى الروائي بعيدا عن أي تدخلات. ولم تكن سمية عبدالله موافقة لما ذكره البدر أعلاه بل شجعت تحويل الروايات مثل «مدن الملح» و«شرق المتوسط» لعبدالرحمن منيف إلى أعمال تليفزيونية لاحتوائها على كم دسم من الأفكار والمشاهد والأحداث: «أتمنى تحويلها لأني أثق في نجاحها، إلا أني أرفض أن يتولى مسألة التمثيل كاملة نجومنا المحليون باستثناء بعض الأسماء التي تعد على أصابع اليد الواحدة»