لوعدنا بالذاكرة إلى 20 عاما ماضية نجد أن العنصر النسائي كان يغيب عن كثير من أعمالنا في الدراما المحلية، ولنا في بدايات مسلسل «طاش ماطاش» خير مثال، ويأتي الغياب حينها بسبب بعض الظروف التي تحد من تحرك المرأة في عدد من المجالات.. الآن وبعد أن أصبحت المرأة أحد عوامل نجاح الدراما وأصبح لها حضور طاغ في الدراما بل تعتبر في بعض الأحيان كلمة السر في النجاح.. السؤال: ما نظرتك للمرأة الممثلة.. هل تعتقد أنها تؤدي رسالة مفيدة للمجتمع أم أن ما تقدمه ترف وهي مجرد باحثة عن الشهرة؟ حدد وجهة نظرك التي تمثلك بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.. في البداية أجابت العضوة «أجيلك شوق» والتي رأت أن عاطفة المرأة الجياشة وإحساسها العالي يعد مطلبا على الشاشة: «المرأة تجيد أداء الأدوار أكثر من الرجل لأنها تعيش الدور، وأرى من النساء المشاركة في التمثيل»، وذكرت «أجيلك شوق» أنه لا يتعارض أداؤها للرسالة الإنسانية مع بحثها عن الشهرة. من جهة أخرى اتهم العضو «سلطان» سؤالنا اليوم بأنه يهدف إلى مصادرة حق من حقوق المرأة وهو المشاركة الفعالة في الحضور كمذيعة وممثلة والمشاركة بكل الأدوار الاجتماعية والفنية: «أرى أنكم تحاملتم على الممثلات، وصدقوني لولا هؤلاء الممثلات لما تابع الناس الدراما»، وأوضح أن الفنانين أنفسهم يعيشون في مأزق وحرج كبير لأنهم إن أدوا أدوار النساء انتقدهم الجمهور، وإن ظهروا على الشاشة اتهمهم الناس بقلة الحياء وعدم مواكبة التوجه الاجتماعي، وهناك من يعزف على وتر الوطنية والقبلية عند مشاهدة كل فنانة. العضو أحمد العمودي ألمح بأن هناك من يستغل الفنانات لأن يكن نواة للظواهر التي لا نريد نشأتها في مجتمعنا، ملمحا في ذلك إلى الانفتاح كأحد هذه الظواهر، متسائلا: «لماذا تريد المرأة إقحام نفسها وسط الرجال والتعرض للنظرات والمضايقات في سبيل ذلك؟ وهل في ذلك سعادة واستقرار لها؟! نافيا كل هذه التساؤلات ومعترضا على حضورها جملة وتفصيلا. ويبدو أن بنات حواء أكثر ترحيبا من الشباب بمشاركة المرأة وكان ذلك جليا من خلال الردود، حيث ذكرت «سحر السراب» أنها تحترم الممثلة التي تقدم دورها في إطار لائق: «يجب على الفنانة ألا تتعدى الحدود باللباس الفاضح أو الكلمات غير اللائقة»، وبينت «سحر السراب» أن المرأة عنصر فعال ومهم لنجاح أي عمل في التمثيل كان أو الواقع، متى ما كان بشكل يجعل لها قيمة ومكانة وذلك لا يأتي إلا من خلال نوعية الأدوار التي تقدمها. العنود العنزي لها رأيها الخاص تجاه مشاركة المرأة في الفنون، حيث أوضحت أنها لا تحب ظهور المرأة ممثلة أو مطربة: «المرأة لم تخلق لذلك أو أن تقوم بأدوار مضحكة ومخجلة وتتغنج أمام المشاهدين، للمرأة 100 دور تقوم به غير التمثيل». صديقنا أبو طالب محنشي يرى أن المرأة جزء لا يتجزأ من العمل الفني، ومن المستحيل أن يؤدي دور الأم أي شخص غير المرأة: «أرى أنها عنصر أساسي في أغلب الأعمال حتى وإن سعت وراء الشهرة إلا أنه لا بد أن نعترف بأنه لن تكتمل معظم الأعمال الفنية إلا بوجودها». نختتم المداخلات برأي للعضو أحمد الحسن الذي ذكر أن الرفض كان من الماضي واستطاعت الدراما السعودية الخروج من نفق المأزق الفني بعدم وجود المرأة، ومازلنا نعاني ذلك في المسرح: «أنا أنظر لها باحترام وتقدير، وهذا التساؤل الذي طرحتموه يقودنا إلى ما يسمى بالدراما المحافظة التي تقتصر على فئة من الناس، ولم تحظ بشعبية كبيرة أو قبول»، ونوه الحسن إلى أن المرأة بات حضورها مطلوبا وهي لها حرية الكيفية التي تحضر بها سواء ولسنا نحن من يملي عليها ذلك، وذكر أن العودة إلى الماضي فشل لأن التجارب أثبتت أننا كنا لا نضحك على «طاش» بالقدر الذي كنا نضحك على أنفسنا لاختفاء العناصر النسائية من أعمالنا تحت دواع لا أساس لها في الوجود .