لا أحد ينكر القفزة الكبيرة التي قفزها العمل التطوعي خلال الأعوام الأخيرة في المملكة وانتشار ثقافة العمل التطوعي والمجموعات التي تعنى بتنظيمه في الكثير من مدننا، هذه القفزة أو الانتعاشة تعود إلى الانفتاح الثقافي الكبير الذي تشهده الساحة الإعلامية حاليا وتلقف الخبرات والتجارب من الخارج سواء عن طريق وسائل الإعلام التقليدية أو الإنترنت بشكل خاص. ولكن ما ينقصنا فعلا هو الدور القيادي الذي يجب أن تتولاه المؤسسات الكبرى في المجتمع كتنظيم الفعاليات التطوعية واحتواء المجموعات التطوعية الشبابية التي أخذت في الانتشار دون ضوابط معينة، عندما تحتوي مؤسسات مثل الجامعات على وجه الخصوص العمل التطوعي والمجموعات التطوعية في مدنها وتنظمها فإنها بذلك ستكون مساهما قويا في انتشار الثقافة الصحيحة لهذا العمل النبيل، وفي الوقت نفسه سيتسبب في اندماجها مع المجتمع بشكل أقوى وأفضل ويساعد في جعل صورتها أجمل لدى أفراد البيئة المحيطة من حولها، تحسن صورة الجامعة واندماجها في مجتمعها بشكل قوي سيعطي نتائج إيجابية كثيرة على المستويين القريب والبعيد سواء لهذا الصرح التعليمي أو المستفيدين والمنتسبين له، مثل الاقتناع بأهداف وخطط الجامعة، والعمل الجماعي لتحقيق ذلك. اقتناع الطالب بجامعته التي يدرس فيها وتقديمها صورة جيدة له عن الجامعة ودورها في المجتمع سيكون له أثر إيجابي في تفاعله مع مجتمعه المحلي وارتفاع جهده الدراسي حتى يتخرج ويكون عضوا فاعلا في مجتمعه، وهذا يأتي تعزيزا للدور الإيجابي الذي سيلمسه بنفسه من جامعته العزيزة. وأتمنى من شبابنا المليء بالطاقة والنشاط أن يأخذوا على عواتقهم نقل الثقافة الصحيحة للعمل التطوعي لباقي أقرانهم حتى يجيدوه ويكونوا ذوي أثر إيجابي في مجتمع يتوقع منهم الكثير مستقبلا؛ إذ إن العمل التطوعي يحتوي على الكثير من الآداب والسلوكيات التي ستضيف قيما ممتازة للشخص متى ما أجادها.