يقول الشاعر خلف مشعان: إن «الصمت في بعض المواقف قتّال.. والبوح في المواقف نفسها فشيلة» ربما وجدت البيت متناقضا عندما قرأته في المرة الأولى، ولكن لم يعد كذلك الآن.. لأن من الصعوبة تجاهل ما يقدمه الهلال في الفترة الحالية، وفي الوقت نفسه من الصعوبة إنصاف ما يقوم به في بضع كلمات. الإدارة الهلالية تجسّد معنى الاحترافية في تعاملها، سواء مع اللاعبين أو الجهاز الفني، بالإضافة إلى وسائل الإعلام.. وتعلم أن النجاح دون استقرار، من الصعب حدوثه، وتعي أن التدخل في وجهات نظر المدرب ينبئ بنتائج عكسية، وتدرك أيضا أن انتشار مشكلات النادي أمام وسائل الإعلام يزيدها ويعقد عملية حلها. كثر من انتقدوا قرار الإبقاء على جيريتس، وكنت من ضمنهم، ولكن الرجل أثبت أنه الأنسب في الفترة الحالية، وتكفي علاقته الوطيدة باللاعبين، ورغبتهم جميعا في كسب إعجابه واحترامه، تراهم يركضون مسرعين نحوه عند تسجيل الأهداف، وهو يبادلهم الشعور ذاته، ناهيك عن «تطنيشه» للمنتخب المغربي في مباراته الأولى في التصفيات الإفريقية، والآن قدم اعتذاره عن حضور اللقاء الثاني ضد تنزانيا، لشعوره بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه. الهلال وضح عليه منذ صافرة الحكم معلنا انطلاق المواجهة أمام الغرافة، أنه دخل المباراة من أجل الفوز، ليس كرغبة داخلية لدى اللاعبين والجماهير والإدارة، ولكن للإعداد الرائع للمواجهة، خصوصا من الناحية النفسية، فلم يظهر الارتباك على اللاعبين، حتى الذين كانت الجماهير تخشى أخطاءهم قدموا مباراة مميزة، وأخص بالذكر محمد نامي وحسن العتيبي. دون أدنى تعصب وبواقعية تامة، على إدارات الأندية اتخاذ قرارات الهلال ووضعها «منهاجا» لها، لأنها تجسّد منظومة العمل التكاملي، الشامل لجميع الجوانب، الذي يكفل في نهاية الأمر تحقيق النجاح. هناك ناد لا يزال يرى أنه من العيب السير على خطى الهلال، حتى وإن كان متأكدا أنه سينجح لو قام بهذا التصرف الجريء.. أهمها أن يحاول الثبات على تشكيلة بدلا من شراء فريق كامل وبيع فريق آخر عند بداية كل موسم، والنهاية هي الصوم عن البطولات، والوعود بتحقيقها في العام الذي يليه، حيث يختلف فيه كل شيء، عدا تفكير الإدارة «ساس البلا».