أنا آخر شخص يفهم أو يتحدث في، أو عن، الكرة، لكنني أطالع منذ أيام تغطيات متوالية لسرقة كأس من نادي الاتحاد. عنوان يقول «من سرق الكأس» وبعدها علامة استفهام وثلاث علامات تعجب. صحفي يكتب «أين ذهب دليل الإنجاز يا هوه». آخر يرد «لا بد من عملية مسح لكل الحواري والعزب المجاورة للنادي فورا». ومشجع يطالب بتوخي الحذر وتشديد الحراسات على الكؤوس المتبقية حتى لا يصبح النادي خاليا من الكؤوس. ماذا ستقول عنا الأندية المجاورة يا عالم؟ ويبدو أن هذا اللص الرياضي، مشجع متعصب لأحد الأندية التي لا أمل لها لا في الكؤوس ولا في الصحون، فقرر أن «ياخذها من قاصرها». لماذا ينتظر عشرة قرون حتى يكون فريقه مرشحا لنيل الكأس؟ هذا هو الحل الأفضل والأسرع أيضا. المسكين لم تعد له قدرة على تحمل الضغط والأعصاب وأوجاع الرأس التي يسببها فريقه المتعوس. وأجدني، متعاطفا كثيرا مع هذا اللص. فإذا لم يستطع فريق كامل «ملوي هدومه» أن يحصد ولو كأسا واحدة بعد أعوام من الركض وتمارين اللف والدوران وال «دبل كيكات» والكباري والسفر والترحال والميزانيات و«مدرب رايح ومحترف جاي»، فلا بد أن يأخذ أحد ما بزمام الأمور. وقرر صاحبنا اللص أن يكون هذا الأحد. تخيلوا لو أن مشجعين آخرين لهذا النادي على شاكلة هذا اللص المخلص. إذن سيصبح النادي ذائع الصيت. وسيكون صاحب أكبر رقم في الحصول على الكؤوس في وقت قصير وتاريخي. ليس هذا وحسب، سيتفوق على جميع الأندية ليس فقط بعدد الكؤوس المحلية، إذ سيسطو هؤلاء المشجعون على كأس العالم وكأس أوروبا وكأس إسبانيا وحتى كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة، وسيكون لقبه «نادي القرون العالمية». وبالطبع لن تعود هناك حاجة إلى اللاعبين الذين لم يحققوا أي إنجاز على الإطلاق. سيجري تسريحهم وتشغيلهم حراس أمن لهذه الكؤوس حتى لا يسرق أحد مشجعي الأندية الأخرى الفكرة ويقوم بسرقة كؤوسهم التي تعبوا وشقوا في سرقتها. بعدها سيظهر أحد أعضاء الشرف، ليقترح التالي «يا جماعة هذه كؤوس وليست صحونا. من الواجب أن نحافظ عليها حتى نقطة الدم الأخيرة في عروقنا. يجب أن نحضر حراس أمن محترفين». يجلبون حراس أمن محترفين من البرازيل ونيجيريا والهندوراس. يظهر عضو شرف آخر باقتراح جديد «يا ناس. أليس فيكم رجل رشيد. لا بد من إحضار مدرب على مستوى عال لتدريب الحراس. الدنيا لم يعد فيها أمان. هذه كؤوس غالية تعبنا وشقينا في سرقتها، وليست مجرد صحون». يستقدمون مدربا عالميا لتدريب حراس الأمن المحليين والمحترفين. تتحرك الجماهير «هيه. يا إدارة. نحن لسنا أقل من الأندية الأخرى. نريد أن يكون هناك معسكر خارجي في إحدى الدول المشهورة بالجريمة. اذهبوا إلى نيكاراجوا أو الهند. نريد دولة مليئة باللصوص حتى يكتسب حراس أمن الكؤوس خبرة من الاحتكاك باللصوص المحترفين». ومع جماهير من هذا النوع، فلن تكون هناك مشكلات أبدا في موازنة النادي. يعلن رئيس النادي النية في التعاقد مع حارس أمن محترف، فيخرج مشجع إلى أقرب بنك ليسرق قيمة العقد ويدفعون للحارس حقوقه عن أعوام الخدمة كلها كاش ودفعة واحدة. وفيما يتنعم هذا النادي بهذه المنجزات الفريدة فإن الصحف ستظل تردد السؤال نفسه «من سرق الكأس يا ترى؟».