وداعا.. أبا خالد، لن ننساك. توديعة من شباب قرى ومراكز شمال الطائف لأحد أبرز لاعبيها الذي قرر ترك الملاعب والدورات الرمضانية، مساء أمس، على ملعب المنطقة الترابي. وقال اللاعب سهل سعد العتيبي المحتفى به «لا أستطيع تمالك نفسي حتى أشكر القائمين على هذه اللفتة الحميمية من الجيل السابق والشباب الناشئ لإقامة حفل اعتزالي من الملاعب» مضيفا أن اعتزاله ممارسة اللعبة بعد أن صال وجال في الملاعب لعقدين من الزمن، لم يكن يفكر فيه إلا بعد انشغاله وارتباطاته العملية «أهديت ابني سعود إلى فريق نمران لاعبا لا يفرق عني في المهارات وإجادة الكرات الساقطة بين اللاعبين، فبدايته تبشر بمستقبل زاخر». مشيرا إلى أن هذه اللحظات العصيبة مرت بشريط ذاكرته محملة بالقصص الجميلة «ولا سيما الدورات الرمضانية والمواقف الجميلة في كرة القدم التي لن أنساها عندما كنت هاويا وأحضر جميع المباريات على الرغم من بعد المسافات الطويلة بين القرى والهجر الريفية في ليالي رمضان» متذكرا أنه اضطر في إحدى المرات لاستعارة سيارة والده وهو نائم لحضور إحدى مباريات الدورة في محافظة الخرمة التي تبعد 200 كيلومتر، إلا أن والده شعر به وهو قادم قبيل تناول السحور «الأمر الذي غاظه وأنا كنت شابا في ال 15 من عمري، خوفا على حياتي من تلك السفريات والطرق التي ذهب ضحيتها آلاف الضحايا بفعل الحوادث المرورية». كما عبر سعود العتيبي المشرف على اعتزال اللاعب بأنهم سيفقدون لاعبا حواريا كان يشار إليه بالبنان حين نزوله ساحة المستطيل الأخضر: «عمالقة الكرة المجنونة أمثال بيليه ومارادونا يخففون علينا وطأة اعتزال نجمنا الخلوق». وكانت الاحتفالية بدأت بشوطي مباراة شارك اللاعب محبيه وجماهيره في شوطها الأول، وجمعت مباراة الاعتزال منتخب نمران ونادي الصداقة الذي جمع أيضا لاعبين مخضرمين ومميزين. وفي نهاية الكرنفال المصغر سلمت الهدايا والدروع التذكارية للاعب، والمبالغ المالية التي تجاوزت 300 ألف ريال، من ضمنها سيارة وانيت موديل 2010 من رجل الأعمال عويض صنهات.