الكتاب: الإسلام..والدولة والمواطنة المؤلفون: مجموعة من الكتاب -الناشر: مركز القدس للدراسات السياسية, عمان, الأردن -الطبعة: الأولى/2009 يحاول المشاركون في هذا الكتاب أن يجيبوا عن عدد من الأسئلة المهمة والشائكة عن علاقة القيم الإسلامية بمبادئ الدولة الحديثة وقيمها، ومدى إمكانية تطوير خطاب إسلامي مدني وديمقراطي، يستجيب لتحديات الواقع السياسي الراهن. يبدأ الكتاب بمساهمة لوكيل مؤسسي حزب الوسط في مصر الباحث أبو العلا ماضي، يتناول فيها التطورات التي مر بها شكل الدولة الإسلامية منذ أن ولدت في المدينةالمنورة في ظل العهد النبوي. وينقل الباحث طائفة كبيرة من أقوال المفكرين الإسلاميين المعاصرين الذين انتهوا جميعا إلى أن الدولة في الإسلام مدنية لا دينية، وأن الخلافة ما هي إلا مجرد شكل، وأن الإسلام لا يعرف شكلا معينا للدولة يأثم المسلمون بتركه ويثابون بإقامته. أما الباحث في المركز الدولي للإسلام والتعددية في إندونيسيا إحسان علي فوزي، فتناول مفهوم إسلامية الدولة الإندونيسية التي تعد على الصعيد الديني من أكثر المجتمعات تعددية في العالم، حيث ينقسم سكان البلاد إلى مسلمين (88 %) وبروتستانت (%5) وروم كاثوليك (%3) وهندوس (%2) وبوذيين (%1) وغيرهم (%1). ويرى الباحث أنه لا يمكن اعتبار إندونيسيا «دولة إسلامية» بالمفهوم القائم في السعودية أو السودان أو إيران، أو بالمنظور الديني السياسي أو الإيديولوجي، فهي دولة تقوم على ركيزة فكرية عميقة تتمثل في الإيديولوجية الوطنية المعروفة ب «بانتشاسيلا» والتي تنحصر في مبادئ خمسة هي: الإيمان بالله الواحد الأحد، والإنسانية العادلة المتحضرة، ووحدة إندونيسيا، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.