واستكمالا لمقال الأمس أقول إنه من الواجب أيضا ترك زينجا يعمل لتنفيذ استراتيجياته، علما أن هذا لا يتعارض في التحاور معه ومناقشته في السلبيات وتصحيح ما يجب تصحيحه، وهنا يجب أن نقتنع أن ما حصل بعد المباراة أن «المحب» للنصر حمل توترات سابقة ودوامات استفزازات حصلت من الحكام واللجنة الفنية ولجنة الانضباط وأيضا الإعلام المضاد فقام بإسقاطها كشماعات داخل النادي، وإلا فعودوا للمباراة وانظروا من سيطر واستحوذ.. وانظروا للواجبات التكتيكية التي قام بها رزافان ومن هو اللاعب الآخر سواء في النصر أو الشباب الذي غطاه فأعاقه من القيام بواجباته!.. وليس معنى ذلك أن زينجا بريء أو أن رزافان كان نجما في المباراة، ولكن الأمر يجب ألا يحمل ما لا يحتمل، أنا هنا أطالب بالطرح العقلاني المتزن، فهناك فرق بين «الانفعال» و«التفاعل»، فنادي النصر حاليا أغلب مجموعته مع بعضها هي في موسمها الثاني فقط. ونصف الفريق حاليا للموسم الأول مع الفريق والمدرب أيضا، ففريق مثل الاتحاد والهلال وصلت مجموعته للموسمين الخامس والسادس وهي تلعب بعضها مع بعض، وتم تطعيمها في فترات متفاوتة بعناصر جديدة وعلى مراحل ساعدتها على الاندماج، أي أن التغيير لم يكن جذريا كما هو في نادي النصر، ومثال آخر حي؛ انظروا لنادي الشباب عندما كان مستقرا، وكيف تحول مستواه بعد الهزات الفنية التي طالته من تغيير للمدربين وأيضا للاعبين سواء إصابات أو استقطابات جديدة، ولهذا يجب أن نتذكر ما نردده في المجالس ونحن نضرب الأمثلة بفرجسون وآرسن فنجر وغيرهما من الأمثلة العالمية وصبر الأندية عليهم ومطالباتنا المتكررة والمستمرة بالاستقرار، وأن هذا أحد أهم أسباب الوصول لما نبتغيه!! ولكن وللأسف والبعض في لحظات الانفعال يكون تفاعله سلبيا وعاطفيا؛ وقد قرأت واطلعت على أن هناك ما يسمى في علم النفس «الميتا انفعالية» أي الوعي بالانفعالات وإدارتها؛ وتشمل القدرة على تنظيم الانفعالات ومراقبتها وضبطها، وهذا هو الأهم من وجهة نظري لكي تستقر الأمور داخل أنديتنا السعودية، فكم من القرارات الانفعالية العاطفية قلبت الأمور رأسا على عقب وانسحب من تسبب في ذلك من الباب الخلفي.