طالب بعض لاعبي ناديي «عكاظ» و «وج» بمدينة الطائف بدمج الناديين حتى يكون لأبناء الطائف مكان في دوري زين في المستقبل القريب، حيث تدهورت الرياضة بالمحافظة ووصلت إلى مستويات متدنية، عكسها توقف دوري رمضان في الناديين، وقال محمد عبدالله القحطاني، أحد أبرز لاعبي المدينة السابقين: «من الضروري إعادة النظر في هذا الموضوع لخدمة الرياضة في المدينة» فيما أيد الزميل عبدالعزيز قاسم الإعلامي والكاتب المعروف هذه المطالبة: «توقف دوري رمضان يعكس مدى تردي الرياضة في مدينة الطائف»، مضيفا: «كان دوري نادي عكاظ هو الحدث الأبرز رياضيا، وكان أستاذنا أحمد بصفر قبل انتقاله للنادي الأهلي يولي هذا الدوري الرمضاني اهتماما كبيرا، وللأسف أشعر بكثير من الخيبة لأن مشرفي الرياضة بمدينة الطائف تخلوا عن رسالتهم الرياضية، ولم تعد خدمة الرياضة هدفا أساسيا في أجندتهم، وإلا لكان مثل هذا الحراك الرياضي يشعل رياضيي المدينة»، وطالب الدكتور قاسم الذي كان لاعبا بنادي عكاظ بإعادة النظر في مطالب كثير من رياضيي المدينة بتوحيد ناديي «عكاظ» و «وج» في ناد واحد يخدم بشكل جيد الرياضة، ودعا أمير مدينة الطائف فهد المعمر إلى تبني هذا المشروع، بعد أن وصلت الرياضة بعروس المصايف إلى هذا المستوى المتردي. أما العقيد عوض القحطاني، أحد لاعبي نادي عكاظ فقد قال: إن أوان الدمج قد آن «ولا يليق ما يحدث للرياضة في هذه المدينة التي كانت شعلة نشاط في الماضي، ولا حل إلا بتوحيد الجهود وبناء فريق واحد قوي يجمع شتات الناديين». جاءت هذه المطالبة عقب مبادرة مجموعة من لاعبي مدينة الطائف الذين مثلوا نادييها العريقين «عكاظ» و «وج» إلى تلبية دعوة من العقيد إبراهيم غرم الله الزهراني، أحد قدامى الرياضيين، ومحمد عبدالله القحطاني، الوجه الرياضي الفاعل في عروس المصايف، وتمثلت الدعوة في مناورة كروية رمضانية تقاطر إليها رياضيو الطائف من أنحاء المملكة. الأمسية كانت مساء الثلاثاء الماضي بحضور هاني الإدريسي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الذي حرص على المشاركة دعما من رعاية الشباب لمثل هذه المبادرات التي تعيد الروح للرياضة في هذه المدينة، وحضر الأمسية فهد مطلق القويعي وعبدالرحمن قايد رجلا الأعمال، وخالد عسيري من أرامكو، وسفر الغامدي من إدارة تعليم الطائف، وأشرفوا على المناورة الكروية، وبحضور لفيف من الرياضيين من الأجيال الجديدةبالمدينة. وعلى الرغم من تقادم الأعوام، وكبر العمر، إلا أن بعض المشاركين قدم عطاء كرويا مذهلا أعاد للأذهان مستوياتهم الرفيعة التي كانوا عليها، حيث احتفظوا بمهاراتهم الفنية رغم طول المدة، وكان إسماعيل ترسن أحد نجوم المباراة ومرر كرات بينية استطاع بها الفريق الأول تسجيل أربعة أهداف كانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالحهم، فيما حاول الفريق الآخر الدخول في جو المباراة، وسيطر على اللعب بفضل تحركات لاعبي الوسط وخصوصا محمد عوض «أحد رجال الأعمال» وعقال الزهراني من نادي عكاظ، وسجلوا ثلاثة أهداف. ولظروفهم الخاصة التي حالت دون مشاركتهم لتأخر وصول الدعوات إليهم، أبدى بعض قدامى اللاعبين من الذين لم يحضروا الأمسية حفاوتهم الكبيرة لهذه التظاهرة الرياضية التي حملت الوفاء والحب لرياضة المدينة، وأبدى عبدالعزيز طاشكندي، أحد أبرز رياضيي المدينة أسفه الشديد لعدم المشاركة، وقال لصحيفة «النادي»: بودي أن توزع رقاع الدعوة العام المقبل مبكرا، كي يتسنى للجميع المشاركة. فيما اعتذر لاعب نادي عكاظ الشهير سامي عابد لظروفه الصحية، وتمنى المشاركة في العام المقبل. وبمجرد انتهاء المباراة، تبودلت التحايا الأخوية بين اللاعبين الذين ثمنوا هذه المبادرة من عرابيها، وشكروا للعقيد إبراهيم الزهراني هذه الدعوة التي قدروها كثيرا، وأعادوا الذكريات القديمة التي شهدت عصرها الذهبي مع هؤلاء اللاعبين في ثمانينيات القرن الماضي، وأبدوا عتابهم الشديد على تأخر الكرة في مدينة الطائف. وحفلت الأمسية بكثير من اللحظات الأخوية الحميمة، سيما أن بعض اللاعبين لم ير بعضهم بعضا منذ 30 عاما، وجمعتهم هذه الأمسية الرياضية التي عبقت بكثير من استعادة المواقف والشخوص لتلك الأزمنة التي عبر عنها إسماعيل ترسن بأن «تلكم المواقف ظلت في الوجدان حية ولم تنطفئ، وانثالت من الذاكرة بمجرد رؤية بعضنا لبعض».