ألم يتعلم هذا الرجل التعيس شيئا؟ لقد ظل يردد عبارات قاطعة خلال لقائه الأخير مع «بي بي سي» مثل: «لقد كانت الصورة واضحة جدا» أو «لقد كان المبرر القانوني واضحا جدا» أو «لأنني أؤمن بشدة» أو «قناعتي النهائية هي...» وغيرها. هل كان يظن أننا ربحنا الحرب في العراق، أو في أفغانستان، وأننا ذاهبون للفوز في الحرب المقبلة في إيران؟ ولماذا لا، إذا كان اللورد بلير يقول ذلك. إنه يرغب في هزيمة أحمدي نجاد كما هزم صدام حسين، وفقا للتصريح الذي أدلى به في مقابلة صحفية «من غير المقبول أن تكون إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي». مبعوثنا للسلام في الشرق الأوسط يعدنا بحرب مع إيران، رغم أن طهران ربما تكون قد تلقت هذه الرسالة قبل وقت طويل. وما لم يقله بلير هو: «من غير المقبول أن تكون لكوريا الشمالية مقدرات نووية»، ونحن جميعا نعرف لماذا. في بعض الأحيان يبدو بلير مثل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان فيما يتعلق بالشأن الإيراني. ومع أنه يفترض أن يكون صانع سلام بين الجانبين «إسرائيل وفلسطين»، إلا أن هاتين الكلمتين لم تردا في ذلك اللقاء. وفيما يتعلق بالحرب في العراق، فإنه يتوجب على بلير «أن يتحمل المسؤولية، لكنه لن يفعل، فهو لا يستطيع». وليس صحيحا ما ذهب إليه من أن القوى التي تتسبب في عدم الاستقرار في العراق «هي القوى الخارجية نفسها» التي تقوم بذلك في أفغانستان، لأن من يهاجمون القوات البريطانية والأمريكية في العراق هم عراقيون في الغالب. ومن أغرب الأشياء التي وردت في اللقاء تلك العبارة التي استخدمها اللورد بلير عندما تناول ضحايا الحرب «كيف يمكن ألا نشعر بالأسى على أولئك الأشخاص الذين ماتوا؟»، إن ما نرغب في سماعه هو «أشعر بالأسف على الأشخاص الذين قتلوا». وهذا يجعله قريبا من الاعتراف بالذنب.