من السهل جدا استغلال سوء الحالة المزاجية التي خرج بها المحب النصراوي بعد مباراة الشباب «لتهييجه» أسوة بما يقوم به غيره، وذلك دفعا للأمور لحالة الانفلات والفوضى، للوصول بها لمرحلة يصعب السيطرة عليها، ولكن ولأنني مدرك لحساسية الأوضاع وعمق المعوقات التي أحاطت بنادي النصر طيلة المواسم الخمسة الماضية، أحرص دوما على ألا أكون عاملا مساعدا لإيجاد صراعات جديدة وفوضى لا تتحملها أوضاع الفريق مرة أخرى، ولا سيما أن المحب لفريقه يعرف جيدا أن «الاستقرار» هو حجر الزاوية في كل عمل يؤمل منه طرح ثماره، ولهذا فالدعوات العاطفية والأحكام المتسرعة التي تناثرت من هنا وهناك، تغذيها مصادر إعلامية مضادة بأخبار مغلوطة محبطة، آملا في عودة النصر للمربع الأول من الصراعات، أشمئز من قراءتها وسماعها كثيرا، فالإعلام المضاد يعرف جيدا ما ستؤول إليه الأمور عندما يستيقظ المارد الأصفر، فحالة الاستقرار الفني وجلب العناصر المفيدة للفريق بالتأكيد هي من الأمور التي تؤرقه وتقض مضجعه، هم رأوا حالة العشق التي تعيشها الجماهير النصراوية وكيف أنها كانت أحد أهم روافد الدعم المعنوي والمادي من خلال التصويت والحضور الفعال في كل خطوات التقدم التي تقوم بها الإدارة النصراوية، ولذا فمحاولاتهم مستمرة لاستغلال تلك القوة الجماهيرية لتحويلها إلى وسيلة ضغط نفسي سلبية على الفريق، وطريقتهم حاليا هي التشكيك في اللاعبين الأجانب والمدرب، مع أن الموسم لم يمض منه إلا أربع مباريات، إضافة إلى أن تسجيل اللاعبين الأجانب لن يتم فتحه إلا بعد أربعة أشهر، وهناك أمثلة لا مجال لحصرها للاعبين الأجانب الذين أثبتوا أنهم ضالة الفريق بعد الصبر عليهم، وأحدهم السويدي ويليهامسون وزميله نفيز، وأيضا من كانوا يسمونه «مطاريس»، حتى وصل بهم الأمر إلى طرح وهبه الجنسية السعودية! ولأن الشيء بالشيء يذكر أتذكر أنه بعد مباراة خسر فيها الهلال من الأنصار في المدينةالمنورة، اجتمعت الإدارة مع المدرب باكيتا لتغيير الأجانب «كماتشو وتفاريس» فرفض المدرب وربط وجوده باللاعبين.. وانظروا ماذا كانت المحصلة بعد ذلك؟ ولهذا فمن المنطقي وبعد كل تلك المسوغات آنفة الذكر أن يتم الصبر على أجانب النصر، ولا سيما أن أحدهم لاعب منتخب رومانيا رزافان، فالتسرع في الحكم في الوقت الحالي يعد جهلا في عرف كرة القدم «نقطة من أول السطر».