تشهد الأسواق هذه الأيام حركة نشطة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد حيث يأمل أصحاب المتاجر أن تكون مثل هذه المناسبات بمثابة التعويض المجزي لهم عن فترات الركود التي يعيشونها إما بزيادة المبيعات أو رفع الأسعار أو تصريف البضائع ذات المواصفات الأقل الموجودة في مخازنهم. في المقابل فإن قطاعا من المتسوقين، كما ظهر ل«شمس» خلال جولة استطلاعية، يعيشون حالة من القلق والترقب خشية ارتفاع الأسعار خاصة أن شهر رمضان استنزف جزءا كبيرا من ميزانيتهم، وهي معادلة صعبة قد تجبرهم على الاستدانة لتوفير حاجات أفراد الأسرة خاصة الأطفال. وقالت أم نايف إن دخل أسرتها أصبح لا يكفي نظرا إلى الأوضاع الاقتصادية العامة التي رفعت أسعار كثير من السلع الأساسية وغير الأساسية: « لو أردت شراء حاجات مناسبة ما فينبغي علي التوفير والادخار قبلها بشهور حتى لا أقع في حرج، فالأعياد تعني الملابس الجديدة والهدايا والعيدية للأطفال وواجبات الضيافة وهي أمور أعتبرها من الأساسيات ولا غنى عنها». وأشارت إلى أهمية توعية أفراد الأسرة بنوعية الشراء في ظل استغلال أصحاب بعض المحال تصريف أنواع رديئة من البضائع خاصة في مثل هذه الأيام. استغلال التجار وأضافت أم هند أن الجميع يشتكون من ارتفاع الأسعار في وقت لم تعد فيه دخولهم تستطيع أن تقابل تلك الزيادات: « بعض التجار يستغلون هذه المواسم استغلالا مبالغا فيه ما يجعلنا نشعر بالقلق والحيرة في كيفية تدبير مطالب وحاجات أفراد الأسر أطفالا وشبابا لدرجة أن البعض يضطر إلى الاستدانة حتى يوفر هذه الطلبات وهذا يعني مزيدا من الإرهاق للأسرة التي ستجد نفسها تستقطع مبالغ كبيرة من دخلها لسداد دينها».لكن أم محمد رأت أن الأسعار ليست مرتفعة مقارنة بالأعوام الماضية: « المسألة لا تقف فقط عند الحاجات من ملابس وعيديات بل تتعداها إلى نفقات السفر لقضاء العيد وسط الأهل والأقارب، لذلك فالكثيرون يلجؤون إلى القروض أو الاستدانة وهذا ما يزيد من أعبائهم». وأشارت إلى أن الازدحام في الأسواق ليس دليلا على حركة تجارية نشطة فالعديد من الناس يتجولون في الأسواق بقصد الترويح عن أنفسهم ومتابعة الجديد دون الخوض في مغامرات شرائية قد تكون غير محسوبة العواقب. مواسم التخفيضات من جانب آخر نصحت مدرسة الاقتصاد في جامعة تبوك الدكتورة سنية محمود الأسر إلى عدم المغالاة في الشراء في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، فالالتزام بسلوكيات شرائية غير واقعية طابعها التقليد أو المجاراة تؤثر سلبا على موازنة الأسرة وتسبب لها خللا يصعب تداركه. ودعت التجار إلى عدم استغلال حاجة المستهلك والالتزام بأسعار معقولة والتقيد بالتسعيرة القانونية إن وجدت. كما دعت المستهلكين إلى استغلال مواسم التخفيضات لشراء ما يلزمهم من بضائع والاحتفاظ بها للمناسبات .