جدة. في أمسية امتلأت بالشجن والحنين، وبالحب القديم الذي غرسته «الإذاعة» في نفوس أهلها، حيث لا صوت يعلو على موجاتها في الأثير. اجتمع أمس الأول جيل رواد الإذاعة بالشباب، فامتلأت الأجواء بالحنين والتطلعات، وامتزجت فيه أصوات الماضي وجمال الماضي، بصوت اليوم وصوت الغد، في ليلة كانت للذكرى وللكلمات التي تفيض شوقا لما قد كان، وأخرى فاضت تطلعا إلى ما سيكون، منطلقين من الأساس الذي كونه رموز الإذاعة في البدء. اللقاء كان برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وتقيمه إذاعة جدة سنويا، وذلك بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وقد عبر الوزير خلال كلمته عن سروره بهذا التواصل: «حينما أصدر الروائي الكولومبي العالمي غابريال غارثيا ماركيز سيرته الذاتية الممتعة «عشت لأروي» فإنه لم يعد الحقيقة ولم يجاوزها فحياة الإنسان الحقة هي ما عاشه ليرويه وها نحن الليلة اجتمعنا لنروي ما عشناه». وأضاف خوجة: «لقد أعدتموني إلى أصوات طالما أنسنا إليها وذاكرة تحولت إلى تراث حي في ضمائرنا ويطيب لنا حينا بعد حين أن نؤوب إليه ونستمد منه القيمة والرمز». الدكتور عبدالله الشائع المدير العام لإذاعة جدة أكد في بدايتها أهمية هذا التواصل التي تعد تذكيرا بالنخبة من جيل الرواد من الإذاعيين، مبينا أن إيقاع الحياة الصاخب والانشغال بالهم الإعلامي وتسارع الخطى في الركض الإذاعي قد استحوذ على معظم أوقات زملاء المهنة فقلل من التواصل المباشر بينهم. وأضاف الدكتور الشائع «إن هذه المناسبة للقاء الجيل الجديد من الإذاعيين الشباب الذين يتحملون العمل الإذاعي اليومي للتعرف عن قرب على خبرات جيل الرواد من الإذاعيين الذين عايشوا انطلاقة البث الإذاعي وعاصروا بدايات الإذاعة في بلادنا. وقد تم استعراض عدد من البرامج الإذاعية القديمة وبعض الأسماء المؤسسة للعمل الإذاعي المحلي. وحضر الحفل وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب والمشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود بن علي الشيخي ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بن محمد بترجي وعدد من المهتمين بالثقافة والإعلام والأدب .