البحث عن الأجر في رمضان يفتح الأبواب لمظاهر جديدة كل عام، فبعد مشاريع تفطير الصائمين التي تعرفها كل الدول الإسلامية، ظهرت خلال رمضان الجاري فكرة «السحور الخيري»، والذي يقوم على توفير وجبة ثانية لغير القادرين. وبدأت الفكرة بالبروز في مناطق مصرية معروفة بكثافة الفقر بها كالعشوائيات المحيطة بالقاهرة، وذلك بمبادرة من مجموعات متطوعين لاحظوا أن الاهتمام بتفطير الصائمين لم يعد كافيا، فقاموا بتنظيم حملة جديدة لضم وجبة السحور لأعمال الخير الرمضانية. وعلى الرغم من محدودية عدد المستفيدين من الحملة حاليا، إلا أن القائمين عليها يتوقعون زيادة مطردة تجعل من هذا الجهد مساويا في الدور مع ما تقوم به موائد الرحمن التي يرعاها مشاهير الفن والسياسة في مصر. وحسب القائمين على الحملة فإن تجربة الأعوام الماضية أثبتت أن توصيل السحور لمنازل المواطنين لم يكن مجديا، ولذلك جرى التفكير في إقامة موائد عامة بمقار الجمعيات الخيرية المنتشرة في عدة مناطق بالعاصمة والمدن القريبة منها بحيث يتمكن الفقراء من الوصول إليها في وقت مبكر، بدلا مما كان يحدث في السابق، حيث كانت الوجبات تصل متأخرة، فلا تستفيد بها الأسر المستهدفة. وقال إبراهيم الديب، أحد القائمين على المشروع إن هذه الفكرة جاءته بعدما لاحظ الاهتمام بتفطير الفقراء، دون أن يسأل أحد نفسه: كيف يتسحر هؤلاء؟، مضيفا أنه يتم استقبال الفقراء على موائد السحور بدءا من الساعة العاشرة مساء وحتى أذان الفجر.