حاصر الظلام الدامس أطفال ونساء ورجال وشيوخ حي «نخب» بالطائف على مدار ثلاثة أيام متتالية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن الضغط المتزايد على الأحمال الكهربائية؛ وهو ما دفع شركة الكهرباء إلى محاولة تهدئتهم، موضحة أنها أمام ظروف الأمر الواقع: «لا خيار أمامنا سوى التشغيل بالتناوب وتقسيم الحي إلى أربعة أقسام يتم خلالها التشغيل لمدة ست ساعات لكل مربع ثم الانقطاع لباقي ساعات اليوم». وأمام تلك الواقعية المظلمة طالب الأهالي بوجود حل جذري لمعاناتهم لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وظروف الصيام، وأشار المواطن محمد عتيق الزهراني إلى أن الأهالى حاولوا إقناع مدير كهرباء الطائف بإعادة الكهرباء طوال اليوم تقديرا لظروف المرضى والأطفال وكبار السن لكنه أكد أن الأحمال لا تحتمل التشغيل 24 ساعة: «وقررنا تزويدكم بالخدمة عن طريق التناوب وتقسيم الحي إلى عدة أقسام وعليكم الصبر حتى نستطيع زيادة التيار لكم بعد العيد». وأشار الزهرانى إلى أن محاولات الأهالى باءت بالفشل، حيث عادوا إلى منازلهم المظلمة يجرون أذيال الخيبة، فيما استعان بعضهم بعاملات شركات تنظيف المنازل لغسيل ثلاجات المطابخ بعد انبعاث روائح اللحم المتعفن فيها وتطهيرها من جراء انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة: «لم نجد حلا سوى اللجوء إلى الفوانيس والشموع للإفطار تحت ضوئها الخافت». أما جمعان الزهراني أحد سكان الحي فأكد صعوبة النوم بالنهار مع عدم وجود مكيفات هواء، وقال: «النوم في النهار داخل المنازل صار مستحيلا، والأبناء يتسللون إلى المساجد للنوم فيها، أما الشيوخ والنساء فيلجؤون إلى تبليل «الشراشف» والنوم بداخلها، وهو ما يستلزم إعادة «التبليل» لكل ساعتين حين نفاد كمية المياه منها»، وقال: «الكهرباء أرهقتنا وجعلتنا لا نحتمل حتى السلام من المارة بسبب تراكمات المعاناة وعدم استقرارنا بدنيا ونفسيا؛ فدائما ما تسمع الشتم والسب من الأئمة عند النوم في المساجد».