لم يعد التفحيط لدى بعض الشباب ممارسة عابرة تفرضها أحيانا بعض أوقات الفراغ، بل تحول إلى هواية لها أوقاتها وفنونها وتعدت من إطار المدن الكبيرة وطالت حتى المدن الصغيرة التي كانت تنعم بالهدوء والسكينة والتي لم تكن تشاهد هذه الهواية الخطرة جدا. في القيصومة انتشر التفحيط أخيرا بين الشباب من صغار السن وبشكل لافت للنظر خاصة هذه الأيام، فلا تمر ليلة إلا ويسمع سكان هذه المدينة الصغيرة أصوات أبواق وصرير إطارات السيارات وصراخ وتصفيق العشرات من المعجبين والمتفرجين الذين ينتشرون على الطرقات لمشاهدة هذه الاستعراضات القاتلة والتي تنظم أحيانا بالنهار وتارة بالليل. وضاق سكان المدينة ذرعا بتلك التصرفات غير المسؤولة والتي أصبحت تهدد أبناءهم، سواء كانوا مفحطين أو متفرجين، كما أنها تحرمهم من الاستمتاع بعطلتهم وشهر رمضان في أجواء هادية بعيدا عن القلق، فلا يمكن لأحد أن يتصور مدى الإزعاج والفوضى التي يحدثها المفحطون كل ليلة، فأبواق سياراتهم وصرخات المشجعين، تكاد تصم الآذان. وأشار بعض السكان إلى أن المفحطين يستغلون غياب الدوريات الأمنية لبعض الوقت خلال فترة التسليم والتسلم والتي تتم بمحافظة حفر الباطن «17 كلم عن القيصومة». والتي تستمر لما يقارب نصف ساعة لممارسة التفحيط بحرية شديدة خاصة في شارع الستين الحيوي الذي يتوسط المدينة والذي لا تتوقف فيه حركة السير طوال اليوم. من جانبه أكد مدير مرور محافظة حفر الباطن المقدم ضيف الله الجبلي ل «شمس» أنهم ساعون للقضاء على مثل الظواهر السالبة والتي أقلقت سكان المدينة، مشيرا إلى أنهم وخلال يوم واحد وضعوا أيديهم على 17 مفحطا بمدينة القيصومة فقط وتم تطبيق النظام بحقهم وهو السجن خمسة أيام مع غرامة مالية قدرها 1000 ريال وحجز المركبة لمدة أسبوعين، مضيفا أن هذه الجزاءات تتضاعف في حال تكرار المخالفة وتصل إلى حد مصادرة المركبة في المخالفة الثالثة. كما ذكر أنهم حجزوا حتى الآن 700 مركبة تخص المفحطين. وطالب الجبلي أولياء الأمور بأن يضعوا أيديهم في أيدي رجال المرور من أجل تحقيق الهدف الأول وهو مصلحة أبنائهم والمحافظة على حياتهم بعيدا عن هذه الظاهرة السيئة التي انتشرت بين أوساط الشباب وأصبحت شبحا مخيفا يحصد الكثير من أرواحهم. ودعاهم إلى مراقبة أبنائهم خاصة أوقات الظهيرة وعند نهاية الدوام الرسمي للمدارس كونهم يفضلون في هذه الأوقات الاستعراض أمام زملائهم وأيضا في الأوقات المتأخرة من الليل خاصة في مثل هذه الليالي من ليالي رمضان .