لم تعد محافظة حرض، تلك المنطقة الوادعة التي تقبع على مقربة من محافظة الأحساء «175 كيلو جنوب غرب» في مأمن عن الهزات الأرضية التي تلحق الكثير من الضرر بالناس وممتلكاتهم، مساء أمس الأول ضربت هزة أرضية قوتها 4.4 على مقياس ريختر المحافظة والهجر المجاورة لها فخرج الناس وهم يتوجسون خوفا، ويملأ أنفسهم الكثير من القلق.. «شمس» زارت المنطقة المتضررة والتقت الأهالي الذين ارتاعوا كثيرا بسبب الهزة التي تسببت فيها عمليات الحقن المائي «الواتر جاكشن» التي تقوم بها شركات التنقيب عن النفط والغاز. توقعناه انفجارا أشار علي بن صالح المري أحد سكان حرض إلى أن الهزة الأرضية التي ضربت المحافظة شعر بها الجميع: «كنا مجتمعين في منزل العائلة، وفجأة أحسسنا باهتزاز عنيف جدا استمر لأربع ثوان تقريبا، حينها خرج جميع الأهالي للوقوف على ما حدث، فهي لم تكن عادية إطلاقا». وأضاف المري: «في بادئ الأمر توقعناها انفجارا للديناميت في موقع محدود، ولم نكن نتوقع أن تكون هزة أرضية، فمنذ زمن لم تمر المحافظة بمثل ذلك، الهجر المجاورة لنا شعرت بالهزة، ونحمد الله أنها لم تدم طويلا، فلو كانت كذلك لتسببت في كارثة لا يحمد عقباها».. وأضاف معلومة حديثة بأن هناك مساحين جيولوجيين كشفوا على حرض ووجدوا واديا يمر بها من تحت الأرض». خوف وترقب الخوف هو ما كان يسيطر على المواطن صالح الضبعي وأسرته: «فوجئنا كثيرا من هذه الهزة الأرضية، فهي لم تكن طبيعية إطلاقا، نخشى أن تعود خلال الأيام الماضية، ونخاف من مصير أهالي العيص، والمطلوب هو تعاون الجميع إن ثبت فعلا أن سببها هم البشر، كما أشير في بعض الصحف من جراء عمليات التنقيب المستمرة في المنطقة». ويضيف المقيم مصطفى الزبير «سوداني الجنسية»: «كنت جالسا مع رفقتي في الغرفة بعد الإفطار، فجأة أحسسنا بهزة قوية لم نكن نتوقعها إطلاقا، ظننا أن شاحنة ارتطمت بالمبنى وخرجنا على وجه السرعة لنجد أن الناس مجتمعون، سألناهم فأفادونا بأن ما حدث هو هزة أرضية غير عادية، ونخشى أن تتكرر مستقبلا». خذوا العبرة من جانب آخر، أكد رئيس مكتب توعية الجاليات بحرض الشيخ جابر بن صريرة العرجاني أن ما حدث هو آية من آيات الله: «قد يكون للبشر فيها يد أو لا يكون، ويجب على الإنسان في هذه الدنيا أن يتعظ من أي حدث في هذا الكون، ويعتبر منه فهو ليس بمعزل عن الآخرين».. مشيرا إلى أن حرض منطقة حفر آبار نفط وغاز، وهذا ما تسبب في الهزة الأرضية، وقد يكون في هذا الأمر نذر من الله، وطالب العرجاني بضرورة تعويض المواطنين عن ذلك ببناء مستشفيات وخدمات لأن المواطنين معرضون لهزات وانبعاثات للغازات السامة كونها صناعية ويجب الاهتمام بها» .