تزايدت الأصوات المعارضة للحرب الأمريكية في أفغانستان منذ أن نشر موقع ويكيليكس الإلكتروني في يوليو الماضي مجموعة من السجلات العسكرية السرية حول الحرب التي استمرت تسعة أعوام. ورسمت 77 ألف وثيقة سرية صورة كئيبة للحرب ومصرع مدنيين أبرياء على أيدي القوات الأمريكية وقوات التحالف. وألقت المعلومات المتسربة أيضا ظلالا كثيفة على مصداقية الحليف الرئيسي لأمريكا في حرب أفغانستان، أي باكستان التي تردد أن جواسيسها يتآمرون مع طالبان. ويتوقع أن يكون هناك المزيد من المفاجآت المدوية في 15 ألف وثيقة أعلن الموقع أنه على وشك نشرها دون وجل من أي إجراءات مضادة. ورفض مسؤولو البيت الأبيض والبنتاجون حتى الآن تحديد كيفية التحكم في تسرب المعلومات في حين استعدوا لإدانة ما وصفه مستشار الأمن القومي جيمس جونز بالخطوة «غير المسؤولة» التي قد تعرض حياة القوات للخطر، كما أنها تهدد الأمن القومي الأمريكي في الداخل. ويعيد التسرب الجديد للأذهان ذكرى ما حدث عام 1971 عندما تم تسريب سبعة آلاف صفحة تضم معلومات سرية كتبها الخبير العسكري دانيل إيلسبيرج، وهو ما قوبل بموجات من المظاهرات المناهضة للحرب في شتى أنحاء البلاد دفعت الحكومة الأمريكية وقتئذ لإنهاء حرب فيتنام. وبالمثل فإن حرب أفغانستان واجهت الكثير من الجدل والأمن المشدد. وكل تلك الاتهامات والادعاءات بالإضافة إلى الصعوبات الشديدة وتزايد عدد الضحايا في حقل القتال أدت لانخفاض دعم الديموقراطيين للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وعندما وافق مجلس النواب نهاية يوليو الماضي على تخصيص عشرات المليارات من الدولارات لمواصلة تمويل حرب أفغانستان، صوت 102 عضو ديموقراطي بالرفض على هذا الطلب. وفي محاولة للدفاع وحصر الضرر في أعقاب تسريب المعلومات السرية في موقع ويكيليكس، أعلن أوباما أن التقارير التي تم تسريبها «تشير إلى نفس التحديات التي دفعتني لإجراء مراجعة شاملة لسياستنا الخريف الماضي».