استطاع مسلسل «طاش ماطاش» في عدد من حلقاته العام الجاري التوغل في جزء كبير من القضايا التي تخص بعض الدوائر الحكومية، وتوضيح بواطن الفساد والخلل في عدد من القطاعات الحيوية، وسلط الضوء في الحلقة العاشرة على المشكلات الإدارية والمالية التي وقعت فيها بلديات المناطق. ونجح طاقم العمل بامتياز في عرض الأسباب التي أدت إلى ذلك في قطاعات مختلفة حيوية، فجاءت الحلقة لتكشف عن دور البلديات والأدوار التي تمارس داخلها وخارجها، واستغلال البعض مناصبهم لتأخير مصالح المواطنين، حيث لعب «زعيطان ومعيطان» دور من وجهاء المجتمع ونجحا في زرع أطناب الفساد داخله، بينما لعب المهندس خالد دور رئيس البلدية الصالح الذي تحاك ضده الحيل والألاعيب لإيقاعه في شراك المفسدين، وناقشت الحلقة هموم قرية يجتمع أهاليها لمناقشة فساد رئيس البلدية وشكواه إلى مرجعه لإبعاده وإحضار رئيس بلدية يخدم مصالحهم الخاصة، فيعين المرجع مهندسا مخلصا تربطه صلة قرابة بأهالي القرية، بل هو من سكان القرية الذين يسارعون لمحاولة إغرائه واستمالته لتخليص مصالحهم على حساب مصالح جميع السكان إلا أنه يكشف لهم عن نيته الإصلاحية فيضطرون لاستخدام علاقاتهم بشخصيات مؤثرة لتخريب مخططه الإصلاحي، وعندما ينجح في التغلب عليهم يصطدم بشخصيات أقوى نفوذا فيقف عاجزا أمامها وينكشف المستور في الفساد، وتسجل الحلقة نجاحا كبيرا في إلقاء الضوء على جزء كبير من الممارسات الخاطئة التي تحدث في محافظات المملكة وقراها وأدوار بعض أعيان المجتمع في إفشال مخططات الإصلاح واستغلال النفوذ لجني الأرباح الشخصية على حساب مصلحة الوطن، كما نجحوا في حلقة «الشعب في عيونه» التي كتبها الدكتور عبدالرحمن الوابلي في كشف المستور عن عدد من المشكلات التي تخص كثيرا من الجهات التي تتلاعب بالمشاريع. يذكر أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تحقق حاليا في عدد من قضايا المال العام في بعض مناطق المملكة، فهل يواصل طاقم مسلسل «طاش» في الحلقات المقبلة فتح مزيد من الملفات وطرح التساؤلات حول بعض الوزارات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص التي تهتم بالبنية التحتية في الحركة التنموية؟! ذلك ما يتمناه الجمهور المنسجم مع ما طرح في الحلقات الماضية.