استطاع الفنان جمال سليمان التنويع في حضوره الرمضاني العام الجاري من خلال مسلسل «قصة حب» الذي يجسد فيه دور مدير مدرسة بعيدا عن الجلباب الصعيدي الذي ارتداه في عدد من الأعمال المصرية الأعوام الماضية، وكذلك مسلسل «ذاكرة الجسد» الذي سنسلط عليه الضوء ونستطيع أن نقول إنه يشكل منعطفا مهما في مشوار سليمان الفني، نظرا لأن المسلسل مأخوذ عن رواية للأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي ويقدم باللغة العربية الفصحى، ونجح سليمان في هذا العمل الذي كان لافتا من بداية «التتر» الغنائي الذي تقدمه الفنانة ماجدة الرومي وذلك ما أضفى على العمل الأدبي نخبوية خاصة، في تجسيد شخصية الرسام «خالد طوبال» الذي فقد ذراعه أثناء الحرب الجزائرية ومن ثم يقع في حب فتاة جميلة، هي ابنة مناضل جزائري كان صديقا لخالد أثناء ثورة التحرير، لكنه قُتل أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر. فتواجه هي تقاليد مجتمعها خاصة بعد زواجها من ضابط كبير ذي نفوذ ضخم في الحكومة الجزائرية. تجسد الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة شخصية «حياة»، ابنة المناضل الجزائري الذي استشهد أثناء الحرب التحريرية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بهدف نيل الاستقلال، يغرم بها أحد المشاركين مع والدها في الجهاد المسلح والموكل بالحفاظ على أسرتها المؤلفة منها ومن والدتها وشقيقها، بينما هي تود الزواج من صحافي وكاتب فلسطيني يناضل في سبيل القضية الفلسطينية. «ذاكرة الجسد» كانت حلما في يوم ما للفنان نور الشريف الذي أراد تحويلها إلى فيلم سينمائي بعد فوزها بعدد من الجوائز في منتصف التسعينيات إلا أن المشروع لم يكتمل. ومتابعو المسلسل يعيشون تصاعدا في التراجيديا التي تقع أحداثها بين باريس والجزائر مما يؤكد لنا حرص الروائية مستغانمي على أدق تفاصيل العمل، وقد نستبق الأحداث كثيرا عندما نذكر أن نجاح سليمان من خلال «ذاكرة الجسد» قد يدفعه لبحث تحويل رواية «فوضى الحواس» إلى الدراما التلفزيونية.. يذكر أن المسلسل سيناريو وحوار ريم حنا وإخراج نجدت أنزور.