تغيرت الناس، وانقلبت عوايدنا فوق تحت، من اول كانت الناس بسيطة ونواياها زينة، ومن وين لوين عشان تسمع سالفة تضيق صدرك، كانت الحارة كنها بيت واحد، وكان لكل حارة كم رجال زي مجلس شورى مصغر، كم واحد عقولهم كبيرة ولهم تقديرهم واحترامهم عند كل سكان الحارة، واي مشكلة تصير يقومون بحلها بسرعة، ويهتمون بمشاكل الحي والفقراء اللي فيه، كان حتى الحرامي وهو حرامي يستحي يسرق من بيوت حارته، وبنات الحارة كانوا زي المحارم عند الشباب، الحين الله المستعان، نفوس الناس شانت، ولا عاد فيه غير قانون نفسي نفسي، كل واحد مسكر بيته على نفسه ولا له دخل بأحد، حتى كبار الحارة ما تشوفهم الا لاجو للمسجد يجون زي البرق ويصلون ويمسكون الباب، ولا عاد عند أحد خلق يتبرع بشوي من وقته يتلمس مشاكل الحارة، صار حتى جارك مجاورك سنين ولا تدري وش هو من لحية، ما غير تواجهه وهو داخل والا طالع البيت وتقطون السلام على بعض وكلن يبي الفكه من الثاني، كلن خايف يموت من الجوع، ومنشغل فكره بالفلوس وجمع الفلوس، وناسين ان فيه ناس بالحارة ما هي لاقية تاكل، ما عاد عند الناس رغبة بالتعاون او عمل الخير، مهما كانت الظروف الاجتماعية او الاقتصادية صعبة ما هي عذر للي صاير الحين، كانت الناس من اول ما عندهم قروش واجد بس كانوا أغنياء نفوس واقرب لبعض، ماعليش شكلي اليوم ماخذ برد!