للاعتكاف شروط وآداب، وهو إخلاء للقلب من الشواغل عن ذكر الله والتفرغ لعبادته سبحانه بالتفكر والدعاء والذكر والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة والتوبة والانكسار. كما أنه حماية للقلب من فضول الكلام ومخالطة الأنام. ويقول أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي: إن الاعتكاف في اللغة هو لزوم الشيء وحبس النفس عليه، خيرا كان أم شرا. أما الاعتكاف شرعا فالمقصود به لزوم المسجد والإقامة فيه بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويجمع العلماء على أن الاعتكاف سنة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام, فلما كان العام الذي قبض فيه, اعتكف 20 يوما. وأوضح الدكتور السهلي أنه يستحب للمعتكف أن يكثر من نوافل العبادات, ويشغل نفسة بالصلاه وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء ونحو ذلك من الطاعات والعبادات التي تقرب العبد من ربه عز وجل، مضيفا أن السنة على المعتكف ألا يعود مريضا أثناء اعتكافه ولا يجيب الدعوة ولا يقضي حوائج أهله ولا يشهد جنازة ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد، لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت «السنة على المعتكف ألا يعود مريضا، ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه»، مؤكدا أن من يعتكف ساعة فهو معتكف لغة وليس معتكفا شرعا، لأن أقل الاعتكاف هو يوم و ليلة سواء في المسجد الحرام أو في الجوامع والمساجد الأخرى.