هذه قصة سيتوقف أمامها القراء طويلا.. مرة بعين الدهشة وأخرى بعين التساؤل، خصوصا أن صاحبها يقول: إنها حدثت، ويتمنى من الله أن تتكرر فيضيف للنعمة التي أصابته، وهي تشابه صوته مع صوت إمام الحرم المكي الشيخ ماهر المعيقلي، نعمة ثانية هي أن يكون شبيها للشيخ ذاته من حيث الهيئة. صاحب القصة، وهو القارئ الشاب أحمد بن عبدالمطلب، الذي يؤم المصلين بجامع عقبة بن نافع في حي البحيرات بمكةالمكرمة، يقول إنه نام داعيا أن يصبح صوته كصوت الشيخ ماهر، فلما استيقظ تحققت أمنيته، بعد أن شاهد في منامه من يتفل في فمه ثلاث مرات. أما الذين يصلون خلف الإمام الشاب فيتفقون فعلا على تشابه صوت إمامهم مع صوت إمام الحرم، ومنهم من يقطع مسافات طويلة كي يستمتع بصوته الندي، دون أن يعرف بقصة المنام، ولا بإعجاب صاحبه بالشيخ ماهر المعيقلي. ويقول ابن عبدالمطلب ل «شمس» إنه رأى رؤيا قبل عامين كانت سببا في امتلاكه هذا الصوت الندي,فبعد قيامه الليل والاجتهاد في الدعاء والتوسل إلى الله أن يمنحه صوتا حسنا ليتلو به آيات القرآن, رأى في تلك الليلة هيئة شخص لم تتضح معالمه ووجهه فتح فمه وتفل فيه ثلاث مرات، ليستيقظ بعدها وقد أصبحت قراءته مرنة بصوت ندي يصعب معها التفريق بينه وبين الشيخ ماهر المعيقلي إمام المسجد الحرام. ويؤم ابن عبدالمطلب الناس حاليا بجامع عقبة بن نافع بحي البحيرات شمال مكةالمكرمة, حيث تتقاطر عليه جموع المصلين في التراويح، فيما تغلق السيارات الطرق المؤدية للجامع مسببة زحاما ملحوظا، وبات يعرف ب «معيقلي البحيرات». ويوضح ابن عبدالمطلب أنه نشأ وسط أسرة فقيرة، وكان والده يقترض من أجل تعليمه وإخوانه التسعة، وأنه استطاع رغم هذه الظروف تحقيق رغبة الوالد الذي قال: إنه طالما تمنى أن يرى ابنه حافظا وقارئا متميزا لكتاب الله. وبين ابن عبدالمطلب لهفته العارمة التي يعيشها بأن يحقق له الله أمنيته الثانية ويجمعه بفضيلة الشيخ ماهر المعيقلي ليلقي السلام عليه، لافتا إلى أنه حاول في مرات سابقة الوصول إليه ولكن لم يكتب له النجاح، ما جعله يدخل في مسلسلات أمنياته أن يرزقه الله بهيئة الشيخ الشخصية، عازيا ذلك لإعجابه الشديد بالشيخ المعيقلي. وأبدى ابن عبدالمطلب في الوقت نفسه فخره وسعادته، عندما يناديه من حوله ب «معيقلي البحيرات»، مشيرا إلى أن هذا اللقب يلاحقه حتى في بيته. وقال: إن عائلته أصبحت تناديه بهذا اللقب حتى إنه نادرا ما يهاتفه أحد باسمه أو كنيته الحقيقية، واصفا ذلك بالنعمة التي يدعو الله أن يحفظها له ما بقي من العمر. وعلق الداعية الإسلامي ومفسر الأحلام الشيخ أحمد أبوعلوة الشهراني، على رواية ابن عبدالمطلب قائلا «العلماء ومنهم ابن تيمية يقولون: إن الله يجيب الدعاء ويرسل من عباده من يشاء خاصة الملائكة، وقصة الرجل الذي دعا الله عز وجل أن ينجيه من قاطع طريق كاد يقتله، معروفة، فقد قال له: اجعلني أصلي ركعتين ثم اقتلني، فدعا في أثناء صلاته «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء» ورددها حتى انتهى من صلاته فإذا بفارس قد أقبل وقطع عنق قاطع الطريق، فسأل الرجل هذا الفارس: من أنت بالله عليك فقد أنقذني الله بك، فقال الفارس: لقد دعوت الدعوة الأولى فاهتزت السماء فدعوت الله عز وجل أن تكون نجاتك على يدي». وأضاف الشيخ أبوعلوة أن ما رآه الشاب القارئ قد يكون من الملائكة أو الجن المسلمين، وإن كان الأقرب أنهم من الملائكة، والله أعلم».