ذكرت في مقال سابق أني لا أود الكتابة في قضية نور ذلك لأن القارئ بالتأكيد أصابه الملل من كثرة ما كتب في هذا الموضوع ولأن هناك ما هو أهم من الكتابة عن مشكلة بين مدرب ولاعب. فلما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه وجدت نفسي مرغما على الكتابة، ذلك لأنه يعز علي أن أرى نجما يخرج من الباب الصغير وينتهي هذه النهاية. بغض النظر عن المشكلات التي قرأنا عنها والأسماء التي وردت في القضية يجب أن تكون نظرتنا أكبر للقضية. فمحمد نور بكل مشكلاته فعل الكثير والكثير للاتحاد فلا يجب أن ينتهي بهذه الصورة لا أقصد ترك الحبل على الغارب لنور، وهذا هو الخطأ الذي تسبب فيه الاتحاديون أنفسهم منذ بدايات نور، فالتعامل الخاطئ من إدارات الاتحاد المتعاقبة معه أوصلته إلى هذه النتيجة. ولا أريد من نور أن يذل نفسه حتى تعود المياه إلى مجاريها. فقط ما أتمناه أن تنتهي القضية دون ضحايا والضحية هنا نور، فعلى المسؤولين في الاتحاد وعلى نور ومن حوله أن تكون نظرتهم أشمل وهي أن لاعبا بحجم نور قدم الكثير لناديه لا بد أن يخرج من الباب الكبير. من الممكن أن يكون نور قد أخطأ ولكن أتمنى من مسؤولي الاتحاد ألا يذبحوه لأنه أسعدهم كثيرا. وأنت يا نور لو كنت تعتقد أن هناك من يريد ذبحك فيجب أن تكون ذكيا ولا تمنحهم السلاح الذي يذبحونك به. أكتب مقالي هذا بشعور اللاعب الذي لا يمكن أن يشعر به سواه ولأني أعرف أن النهايات ترسخ في أذهان الجماهير فلا أتمنى هذه النهاية لأي نجم ولنور بالذات. فنور بورقة الجمهور الذين أسعدهم كثيرا والمسؤولين الذين ملوا من تصرفاته بورقة القرار هذه هي القضية برمتها. هنا يجب أن يتحرك الجمهور ليدفعوا بنجمهم نحو العودة وليكن الاعتذار هو الحل الأسلم، فالكبار هم الذين يعتذرون عندما يخطئون وهذا لا يقلل من مكانة الإنسان بل يزيده مكانة، هكذا يجب أن تكون ورقة الجمهور. وقتها سيمزق المسؤولون ورقة القرار ذلك القرار الذي سيبكينا كثيرا، فالنهايات المأساوية حتى في الأفلام السينمائية لا بد أن تلازمها الدموع.