يناقش برنامج «همومنا» في جزئه الثاني الذي يذاع طيلة شهر رمضان المبارك مسألة «الولاء والبراء» وما يرتبط بها من واجبات على المسلم القيام بها. وقال الأستاذ المساعد بقسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحميدي إن «الولاء والبراء» يمثل الدين نفسه لأنه قاعدة يبنى عليها: طاعة الله، وطاعة رسوله، ونصرة الله، ونصرة رسوله، ودينه، وكتابه، وبها يكون الانضمام إلى جماعة المسلمين وموالاتهم ومحبتهم ونصرتهم ضد من يعاديهم. وأضاف أن المحبة هي قاعدة الدين الأساسية والأصلية، فلا يتصور دين بلا محبة كما لا يتصور دين بلا موالاة تامة لله ورسوله، مشيرا إلى أن أهل السنة يربطون موضوع «الولاء والبراء» بالمحبة التامة وبالنصرة وبالطاعة التامة لله بحسب الاستطاعة. وأوضح الحميدي أن البعض يسميها المحبة العقلية وبعضهم يسميها المحبة الطبيعية، بمعنى أن العقل يحب الخُلق الطيب كالصدق والوفاء والكرم فإذا صدرت هذه الأخلاق من شخص غير مسلم فسيكون له احترام معين ويكون له تقدير معين لا لشخصه وإنما لخلقه. وقال الحميدي: «نحن نريد إيضاح المسائل التي قد تبدو متعارضة مع مفهوم الولاء والبراء الشرعي المبني على قاعدة المحبة والنصرة وهي في الحقيقة لا تعارضها»، مشيرا إلى أن الإنسان لا يمكن أن يفعل شيئا فيه نوع من التضاد مع أمر الله فمثلا الصلح مع الكفار قسمه الفقهاء إلى نوعين أساسيين يحتاج إليهما المسلمون في حياتهم العملية، فالمسلمون ليسوا أقوياء في كل وقت، وأحيانا تأتي عليهم ظروف وأحوال يكونون في موضع ضعف وفي موضع قلة وفي موضع فقر، والكفر والكفار من حولهم بدولهم ظاهرون عليهم، فيحتاجون إلى حماية وجودهم ولدفع الشر عنهم إلى شيء من المعاهدات والمعاقدات والتصالح مع الكفار سواء كان صلحا مؤقتا مثل صلح «الحديبية» أو دائما.